في بلادي
تنامُ الفتاةُ على دمعتينِ
وتصحو على وجعِ الطَّبْخِ، يُشْفِقُ مِنْ تَعَبٍ في ملامحِها كلُ حبلِ غسيلٍ،
و كلُ إناءٍ
ولا يُشْفِقُونَ على قلبِها إخوةٌ أو رفاق..
في بلادي تُحِبُّ الفتاةُ بصمتٍ شديدٍ
وتخشى الكلامَ كثيرًا
كأنَّ المحبةَ جرمٌ و أصحابُها يطعنونَ القَبِيلَةَ في ظَّهْرِهَا
فتُخَبِيْ مواجِعَها في صحونِ الطِّبَاخَةِ
في حَبْلِ أُرْجُوحَةٍ كلما حَرَّكَتَها الرياحُ بَكَتْ نَدَمًا منْ عَذابِ السِنِين
وفي دمعتينِ بلا سببٍ كلما ضاقَ في وجْهِها الحبُ و اتسعتْ طرقاتُ الحنين
في بلادي إذا عرفَ الأهلُ بالحبِ سوف يُعِدَّونَ مشنقةً للمحبةِ في كبدِ النارِ
يمتشقون سيوفَ العروبةِ و النخوةَ العربيةِ في وجه هذا الغرامِ الخؤونِ الذي خان صحرائهم و رمى برمالِ اليباسِ إلى جنةٍ من غرامٍ،
و في بلدي لا شريكَ له يَتَفَرَّقُ عُشَّاقُه حين تختلفُ النسبةُ المئويةُ في ترمومترِ القبيلةِ من عادتينِ إلى أربعٍ
لا يجوزُ اقترانُ القبيلةِ فيها و لو سالَ كلُّ فؤادٍ على خلِّهِ عدما و انتهى للردى،
وحدُهُ العربيُّ أتى من رمالِ الصحارى و ما زال يلبسها بافتخارٍ و يصرخُ من وجعِ الحربِ
لا أدري كيف سيمكنُ للحرب أن تنتهي و المحبةُ مربوطةٌ في جذوعِ القبيلةِ
كيف يُطِلُّ على الأرضِ أطفالُنا باكتمالٍ و نحن نعاني من الذكرياتِ التي سوف تصنعُ منهم حنينا إلى حيثُ لا شيء
إلا حبيباتنا الضائعات؟!!
كيف تحيا شعوبٌ بسِلمٍ و للآن تَخْجَلُ من حبِها و تمارسُه في المساءِ بألفِ قناعٍ؟!!
تبا لكلِ الشعوبِ التي تستحي من هواها
و تَخْجَلُ من كلماتِ الغرامِ
و تحيا بصمتٍ ذليلٍ كلصٍ أسير...
م