صدر مؤخرا للأكاديمي الدكتور خالد الوائلي كتاب ( مزايا الشخصية العراقية المعاصرة )
عن دار احمد المالكي للنشر والتوزيع في شارع المتنبي ، وهو كتاب يضم دراسة نفسية تحليلية لمجمل السلوكيات والمظاهر التي تتمظهر بها الشخصية العراقية الحديثة حيث تناول الكاتب العديد من الاحداث الاجتماعية والوقعات النفسية التي تركت ظلالها واضحة على الشخصية العراقية حيث توصل الكاتب من خلالها الى أن تلك الاحداث الصدمية والخبرات الحياتية ساهمت بتشكيل الشخصية الصلبة القوية التي تتحمل المثيرات السلبية وتحول اسباب الاحباط الى اسباب نجاح .
تكلم الكاتب في الفصل الأول عن التدهور والخراب النفسي القديم و المتراكم عند أبناء المجتمع العراقي من حيث المشكلات النفسية بالأرقام والدراسات العلمية الرصينة التي أُجريت على أيدي باحثين كفوئين أعتمدوا المنهج العلمي السليم وأستخدموا أدوات ممتازة لتلك البحوث تميزت بالصدق والثبات العاليين تحت أشراف خيرة أساتذة علم النفس والتربية العراقيين وهم الأعرف بسمات مجتمعهم وخصائصه المتفردة عن غيره من المجتمعات .
وفي الفصل الثاني والثالث تناول الكاتب التحليل النفسي العام لمرحلة الحزب الواحد من عام ( 1963 الى عام 2003) وخصائص تلك المرحلة النفسية الخاصة والعصف النفسي الذي عاشه أبناء المجتمع العراقي وتناول بالبحث المعمق الكثير من الاحداث التي وقعت ابان ذلك كظاهرة ابو طبر ونادي الرشيد الرياضي والاحباط النفسي عند لاعبي كرة القدم والخدمة الالزامية الصارمة والدخول الى الكويت والانتفاضة الشعبانية وهروب اقرباء رئيس النظام وغيرها من الاحداث .
وفي الفصل الرابع تناول الكاتب المقاومة النفسية الغريزية و الواعية لابناء الشعب العراقي لاسباب التدهور والخراب النفسي وآليات الدفاع النفسي الجمعية في تحدي الظروف بأوجهها المتعددة .
وفي الفصل الخامس تناول الكاتب الحل اللاحل ، أي الاستعانة بالأمم المتحدة لتحرير العراق ولكنه لم يكن حلا مناسبا بأعتبار المشاكل الكثيرة التي طرأت على المشهد وفاقمت من سوء الاوضاع رغم تحسنها النسبي في بعض الجوانب فدخل الشعب معاناة نفسية جديدة ووضعا سيكولوجيا دقيقا ومعقدا أستعرضه الكاتب خلال ذلك الفصل ..
وفي الفصل السادس كان محور الحديث عن الصلابة النفسية التي اكتسبها الشعب العراقي نتيجة تراكم الخبرات السارة والمؤلمة التي تعرض لها على مر تاريخه حيث شاءت الظروف ان تنصف المستضعفين والمعذبين في الأرض بأن يكتسبوا من التعسف الذي يتعرضون له خيراً كثيرا وهذا الخير هو الصلابة النفسية بعينها أي أن أسباب ضعفهم تنقلب الى أسباب قوة وصلابة في المستقبل ستعينهم بلا شك على المهام الكبرى التي يتوقون اليها .
وهنا نسجل علامة فارقة تخص هذا الكتاب حيث اننا قرأنا اخيرا لكاتب يبرز نقاط القوة والنماء في الشخصية العراقية بعد ان أعتدنا على دراسات وبحوث تركز على الضعف والهوان عند تحليلها لتلك الشخصية الجميلة المعطاء .
من الدراسات الحديثة والمهمة التي بحثت في آخر تطورات الشخصية العراقية ، تم تسليط الضوء هنا على مناطق لم تدرس ولم يتناولها الباحثون من قبل