أجلسُ كلّ مساءٍ
فِي وسَط مقْهى
فثَمَّة زاويتِي
حيثُ رفاقِي يتناوبون
علَى سماعِ أخبارِ المدينة
هناك...
يرتعِي خيَالي
في غفلةٍ من قَطراتِ المطرْ
* * *
الليلُ في« باب الحومر»
امرأةٌ سافرةٌ
تكرهُ هندسةَ الوقْت
شابٌ يحمل حقيبةَ التّعب
بنظراتٍ تفيضُ دهشة.
الزمان يمر بطيئاً
إنْ وُجِد!
البرْجُ معصومُ هناك،
كما الزعماء.
يعودُ المعتوه ُ ...
إلى جسدِ ظلِّه اللامتناهي
هناك...
يَعدَّ أسرابَ النجوم...وينتظرْ.
* * *
يتمزَُّق الزَّمانُ بين يدي
أقبعُ في غُرفتي...
أحترفُ مداعبةَ الليل
لَمْ أَنمْ ...
منذُ ان طاردتْ عينِي
ورقةً بيضاءْ...
أبدُو أبْكم من صُداع الفَراغْ
* . * *
فجأة،
يسمعُ «الحلاَّجُ» قَصائدِي
فتَسقطُ شمعةٌ من غُصنِي
يَغِيمُ في عينِي
نَحْيب النَّدى
فأخالُ نفسي
واقفاً علَى وجْهِي
أحَدِّقُ في خرز اللَّيل
عيْنَانِ غائمتَانِ
وأسأَل نفسِي
لماذا تَنكسرُ مِرآتي
عندَ نسيانِ ملامِحي
* * *
في منتصفِ اللَّيل
يُدثرني الشّوق بيْن ذِراعيه.
أضعُ يدي على جبهتِي
وأقرأ آخر صفحتِي
بِلُغةٍ ملاَئكيةٍ
في مهادٍ مُدنّسٍ...
هناك...
لمْ أعُدْ املكُ...
إِلاَّ عُرْيَ ذاكِرتي..
فالأمسُ ماتَ
والغدُ احْتمالْ!
شفيق الإدريسي