البائسة
في عينيها حزنٌ عميق
يلازمها طوال الطريق
كأنما الفقر البغيض كبَّلها
ولا تقدر منه أن تفيق
تمشي والأقدام مائلة
ولهما في الحذاء نقيق
ما أحوجها لمن يسندها
كقلب أخت أو يدا شقيق
لكنها تمشي مقيدةً
وحيدة وليس لها رفيق
خائرة البنيان مرهقةٌ
وعلى جسمها ثوبٌ رقيق
يلفحها صقيع الصباح
وتكافح البرد مثل الغريق
وأعجب أنها ليست تمل
طريقٌ طويلٌ ويخنقها الشهيق
إذا رأتها عين القاسي
يُولدُ الدمع وينزل طليق
اقتربت وهممت كي انقذها
فقالت دعني أفسح الطريق
ألست تعرف أني امرأة
ولمسي يديك لا يليق
أغمضت عينيها وأخذت تبكي
وأنا مضيت وحزني عميق
ولمَّا رجعت رأيتها تحمل
فوق رأسها جوال الدقيق
عائدة للبيت يكسوها العرق
كمثل مصابٍ طاله الحريق
ارحموا ذويكم ، أما الضعيف
فلا تكلفوه فوق ما يطيق
دياب محمود حسن