"اللهم إني أسألك يا خير السامعين، وبجودك ومجدك يا أكرم الأكرمين، وبكرمك وفضلك يا أسمح السامحين، وبإحسانك ورأفتك يا خير المعطين.
أسألك سؤال خاضع، خاشع، متذلل، متواضع، ضارع، اشتدت إليك فاقتُه، وأنزل بك على قدر الضرورة حاجتَه، وعظُمتْ فيما عندك رغبتُه، وعلم أن لا يكون شيء إلا بمشيئتك، ولا يشفع شافع إليك إلا من بعد إذنك، فكم من قبيح قد سترته، وكم من بلاء قد صرفته، وكم من عثرة قد أقلتها، وكم من زلة قد سَهَلْتَ بها، وكم من مكروه قد رفعته، وكم من ثناء قد نشرته.
أسألك يا سامع أصوات المستغيثين، وعالم خفي إضمار الصامتين، ومطلع من الخلوات على أفعال المتحركين، وناظر إلى ما دق وجل من آثار الساعين.
أسألك أن لا تحجب –بسوء فعلي- عنك صوتي، ولا تفضحني –بخفي ما اطلعت عليه من سري، ولا تعاجلني العقوبة على ما علمتَه من خلواتي، وكن بي في كل الأحوال رافقا، وعلي في كل الأحوال عاطفا.
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.