كنت مستأنساً بوحدتي
اراقص اشباح الخيال
في مدينةٍ بنيتها من احجار صمت الظلام
ازرع غابات من صرخات مطر الفراغ
واودعت قلبي لعناء هجر الحياة
اجالس حروف التماثيل
تنطق العزلة في ساحات ضجيج العقل
في مسائات التناقضات
لم اتوقع من الدهر
ان يمنحني اجنحة احلق بها
في هذا العمر الحافل بالهزائم
بعدما هرمت اضواء قناديل السعادة
وانزوت الشهوة في زنزانة اليأس
سرت كثيراً في صحراء العدم المجهول
حتى انغرزت اشواكها في اقدامي
ولم يمنحي القدر الغائر
في وديان التيه امطارهُ
ليرتوي منها ظمأي
فقطعت الطريق وحدي
وكبدي يتضرم من العطش
والحلق يابس
حتى بانت تقرحات كدمات الظل
على جسدي الناحل في كهوف النوم
فتضرعت في معابد الوهم أن ينقذ همي
واني لأعلم ان اهداني احداً كأس الحياة
ماكان الا سموم الخديعة
نقلت مدينتي الى سفوح الشمس
مع بقايا من ركام جنوني
في زمن هجين
توالد من ارحام بغايا المكر
تماسيح
كاذبه في هدوئها
ترتدي جلباب الزهاد
تسحب الغيوم الخائبه
الى سواحل القواقع لتغذي افاعيها
تكسر اصابع ارجل الطيور
تعيق سيرها
تبيعها الى قردة تهرب افيون الدموع
رئيسها ثعلب ماكر
مدمن على كبح الامنيات
يملك قلعة الفلاسفة
ارسطو ، وافلاطون ، ونيتشه
يتغذى على افكار فضيلتهم
ويبسقها بحكمة الرذيلة
سلب مني طموح القصائد
واهداني قرابا من خمرة مكر الخديعة
وتيهني في غابات الضياع
مزري هذا الزمن
الذي اتخذته مظلة لجنوني
قواقعه تبني امجادها على تعاستي
وتعلي صروحها من ركام انقاضي
مزري هذا الزمن
حين صارعته بوهم الانتكاسات
بيد شلتها الدموع من ذهول الحرمان
ولا من أحدٍ يسمع حشرجة التنهدات
في اغوار شجوني
لا احد يلوح برايات الامل في هذا السراب
تحجرت البهجة على اهداب الدموع
ولجمت الشفاه من انبعاث ضحكتها
هاهم وحدهم يتقدمون أولئكَ
البرابرة لنيل تاج ملكة النمل
وخواتيم كهنة معابد النحل
هاهي اغبرة الذئاب الغادرة
تغلق دروب اللاعودة
ويتلاشى الغد في العراء
رحلت شمس الأمل عن مدينتي
واختفت بين الضباب
رحل الغسق من دربي
وضاع طريق الذكرى الحائرة
عن دلالة البصر
وعدت اسكن خيال كهوف الوحدة
والخوف من الوجوه المقمرة
فانبثق من كل شق في جرحي
الف وردة ذابلة ترتجف
تشهر اشواكها خناجر غاضبة
امام وحوش البشر
مامن خريف يحصي هذا الحزن الدائم
المتساقطة اوراقه من شجرة اليأس
مامن مناديل تمسح جبهات الألم
في هذه المعركة
مامن جبل يحصي الحجر
الذي تعثرتُ بهِ ب وديان التيه
الا دمي هو وحده الذي يحصي هذه الجروح
وعصرات الوجع في خافقي
عندما انتصر الصمت
في مدينة الحجر