أشفق الرحمن على الأنام من عماء
استمكن على الأرض افئدة البشر
حين أضمر المرء لأخيه غدرا تعافه
الطبيعة وتلفظه رجاحة الفكر
فاسترجى الفلاح في وهم تعددت
صنوفه خيرا توسموه فى حجر
وكذب النواميس فسار وراء واهم
يلتمس الفلاح في عديم نفع وضرر
تجبر القوي بحسام باطل يحصد
رقب الضعاف بلا بينة ولاخبر
وبان القوم بين زان وأكل سحت
ومخمور ووائد للبنات في الصغر
وباحث عن الحقيقة يتخبط في
تيه التعامل سابرا وعر القطر
فآفاض الاله من لدنه برحمة تمح
الذي سلف وتعيد فطرة المقتدر
محمود طربت له السماء فازدانت
بالنور فارتدت ثوب الحمد والشكر
و استبشر الأرض بقدوم عظيم
طال انتظاره هلال نبي منتظر
بشرت به الكتب وهوفى عالم الذر
نطفة خيارالخيار من مكنون الدرر
من ضئضئ معد وذرية ابراهيم
وزرع إسماعيل وفريدعنصر مضر
نسب لا مستر ل فيه توارث الطهر
تواترا ربانيا التدبير فيه لبشر
نبي اوتي خصال الكمال في جبلة
الخلقة ففاق بحسنه فرائد الزهر
أزهر ، أدعج ، أنجل ، أشكل ، أهدب
الأشفار واسع الجبين كوجه قمر
عطر الريح طيب الأعراق نزيه
الطلعة نضاح مسك سكاب عطر
ذكي اللب قوي الحس فصيح اللسان
شهي المودة قوي اللحظ بعيد النظر
سيد ولد أدم أدبه ربه ففاق الخلق
جمالا وحكمة وعلما اثير العبر
أكمل الله به أركان الايمان فهتك
ظلم الجهالة بمعول الأناة والصبر
فصار اللد نديدا والوغد خليلا
تحت سماء استعفت من اغبار المكر
وتبوء شرع الله مقعد الحكم والعدل
والناس جد سواء في بدو وفى حضر
وخامت السكينة جل الربوع وحل
الوداد محل غل ازلى موروث مدخر
وحزت الدنيا حزو السوداء فأراحت
وارتاحت من عناء الغدر والنكر
واستنارت البسيطة بنور اسرجه نبى
للعاملين اباد مزاعم الشرك والكفر
صلى الله عليك خاتم الرسول وصلى
عليك من إراد الشفاعة عند المقتدر
الجنة موعدنا والحوض مأربنا فى
يوم لايفلح فيه إلا ذو حظ معتبر
فاروق الباشا..