وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ |
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ |
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها، |
فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ |
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ ، |
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟ |
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى : |
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ |
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ، |
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ! |
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! |
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ، |
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ |
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ |
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ |
إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ |
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛ |
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ |
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ، |
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ |
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها، |
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ |
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً |
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ |
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما |
تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ |
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ |
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ |
ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ |
إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ |
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ |
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ |
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ |
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ |
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا |
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ |
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ، |
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ |
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ |
طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ |