هل حقاً سترحل أمانينا إلى البعيد
وأحلامنا لم يعد لها وجود
ليالينا غطاها البرد القارس
وبدأت ترتجف أحلامنا
هل حقاً....
حياتنا أصبحت كرماد بوجه صقيع الذات
تتعبنا قضية وطن مجزأ
وتناجينا همسات المساء رغم التعب
يعلو حبنا أوراق عابرة
من قصائد ملونة
وعيون تترقب صمتنا والآتي أعظم
على مذبحة النسيان نقف
نصادف حلم في يوم آخر
ضحكات تعلو الوجوه المبعثرة
ووراءها خبث لا ينتهي
وحكاياتنا ما زالت مع الربيع
نعم إنه آت لا محال....
ولكن متى تتفتّق جراحاتنا من جديد
ومتى تغلق أبواق الرحيل بأصواتها المزعجة
وأقاويل الأجداد الهرمة والتعبة تصدح في آذاننا
ما زالت النصائح المغلفة بالحكمة
المتوجة بالمشاعر المرهفة تعاتبنا
تعال نغني أنا وأنت للربيع
علّه يأتي على غير عادة
قبل آوانه....
علّه يحمل في طياته أحلامنا
وأمنياتنا
وأكداساً من المحبة
علّه يغزل قصائد من نور
لكن ليته لا يتركنا على عجل كما قبل
ليته يبقى كما الحزن الدائم يغلف صفحاتنا
له في محطاتنا كل يوم وجع
علّه يترجم لنا آيات الحب بأسمى معانيه
ويزرع فينا نخوة وشجاعة لا مثيل لها
كي يبقى حبنا
ويزهر على بيادرنا ألف زهرة وشوق
كي يهبنا الصبر لمعاناة كانت وما زالت
ونحن نبكي على أوقاتنا التي رحلت
نضعها ضمن أولوياتنا
همنا الوحيد أن نحب الحياة
أن نهمس كلمات الحب في أذن الليل
أن يتعاطف معنا الآخر
وأن نحطم أصنام الذاكرة من داخلنا
لكن ليتنا نحمل كل أوجاعنا
نرميها إلى البعيد قبل المغيب
ليشرق يومنا من جديد لكن على أمل
(على مذبحة النسيان)
ناريمان معتوق