من هو مزبان خضر هادي؟
قسم نظام صدام العراق إلى أربع مناطق عسكرية أوكلها الى كل من عزت إبراهيم الدوري وقصي صدام حسين وعلي حسن المجيد (الكيماوي) ومزبان خضر هادي(كردي فيلي)·
حيث إن المجرمين الثلاثة معروفون جيدا لدى الرأي العام فإننا سنسلط الأضواء على شخصية الرابع منهم “مزبان خضر هادي” الذي ربما لا يعرفه الكثيرون·
· من مواليد قضاء مندلي في محافظة ديالى، من عائلة إيرانية لا يتكلم أفرادها اللغة العربية الى هذا اليوم وقد سببت له إيرانيته مشاكل كثيرة في حزب قائم على أساس قومي وظل مزبان خضر هادي يعاني من نقص حاد لشعوره بعدم الانتماء الى القومية العربية وظل رفاقه يتربصون به ويمسكون بعقدة النقص التي يعاني منها وكان مزبان ضحية المعارك الحزبية فأقل ما يقال له (إيراني) وتلك “تهمة” كافية للإطاحة به·
· كان مزبان يصف الشهيد الصدر بـ (المجرم) علنا·
·بعد مجيء صدام للحكم وجد في هذا المنبوذ المحاصر منالته لتحقيق جزء من مشروعه الطائفي فعينه محافظا للنجف فظهرت مواهب مزبان في زج أكبر عدد من أبناء النجف بمحرقة (قادسية صدام) بعد أن استخدم كل الأساليب لتطويعهم في الجيش الشعبي·
تعرف مزبان على محمد حمزة كيطان الزبيدي عام 1959 في مدينة مندلي بعدما جاءها الأخير فارا من غضب الجماهير في الحلة ونشأت بين الاثنين علاقة متينة قائمة على أساليب (شبيه الشيء منجذب إليه)! والغريب أن هذين الذليلين الشاذين يصعدان في وقت واحد الى القيادة القطرية عبر المؤتمر القطري التاسع عام 1982 بعد أن وجد فيهما الطاغية أفضل وسيلتين لتحقيق مآربه·
بعد احتلال دولة الكويت كان مزبان من أول المؤيدين للطاغية والمدافعين عنه والدافعين له بهذا الاتجاه الإجرامي المجنون، وقال أمام صدام في إحدى جلسات القيادة: “سيدي الرئيس القائد حفظكم الله ورعاكم، إن الأمة تستحق هذه المنازلة الكبرى والمعركة المقدسة التي تخوضها بقيادتكم وهي معركة الإيمان كله ضد الشرك والشراكه وأنا واثق بأن هذه المعركة هي تشريف لنا جميعا بل هي إرادة الله سبحانه بأن يحمل العراقيون بقيادتكم الحكيمة لواء الدفاع عن الإيمان والحق والعدل والأمة والمقدسات ولا أكتم سيدي بأنني ومنذ الساعات الأولى وبعد استماعي لندائك قد سجلت النصر الأول لسيادتكم ولم أتمالك نفسي فبكيت، نعم بكيت فرحا وخرجت أهزج وأرقص ومعي حمايتي من الجنود يرددون ويهتفون للنصر، كيف لا أهزج وأنا أرى جمع الشر الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة والأطلسيين الذين خيلت لهم أذهانهم بأن العراق لا يمكن أن يقاوم لساعات وأن ضربه سيكون سهلا لا يتطلب إلا أياما معدودة، كيف لا أبكي فرحا وأنا أرى هذه الأوهام السوداء تتلاشى بعد أن اصطدمت بجدار صلب من إرادة قائدهم الشهم، جدار لا يزول ولا يحول ولا يلين وإنني - والله يا سيدي - لواثق الثقة كلها بأن النصر آت لا ريب فيه·
هل سمع أحدنا بمثل هذا الهراء؟ وهل يستحق صدام المجرم كل هذا التقديس والتبجيل؟
· وهكذا كان تملق مزبان لسيده صدام السبب في تقريب الطاغية له والاحتفاظ به كتابع ذليل ولهذا كله تم إدخاله في المؤتمر القطري العاشر 13-12 أيلول عام 1991 ولرضا الطاغية عن سلوكه حصل على 179 صوتا وجاء تسلسله السابع وحصل رفيقه محمد حمزة الزبيدي على 188 صوتا وجاء تسلسله السادس في حين أخفق الجزراوي وجاء تسلسله التاسع بعد أن حصل على 158 صوتا·
· إن المواصفات التي يألفها الطاغية في رفيقه الشاذ مزبان خضر هادي هي التي جعلته يحتل عضوية ما يسمى بمجلس قيادة الثورة وعضوية القيادة القطرية للحزب الحاكم·