أفر من عينيك إليك
أحمل بين جنباتي
تعبي وأرقي وأهاتي
أفر من عينيك إليك
أبغي حماية ذاتي
من الزمن الأتي
أبغي الخلاص من صفاتي
أبغي الأمان
من دمعي وحزني وحرقاتي
أفر من عينيك إليك
تغتالني خطواتي
تخونني قدراتي
يبتلعني صمتي
أقتات كدرا
من وجعي وجزعي ومعاناتي
أفر من عينيك إليك
أت من وطن الصقيع
من دنيا ظلماتي
أحمل بيمنايا بقايا ذكرياتي
وبيسرايا صبابة أمسياتي
متأبطا مأساتي
أبحث بين نظارة الاخضرار في عينيك
عن سمة لسماتي
وعن مرفأ لسكناتي
أفر من عينيك إليك
لا أدري من أين يبدأ بي الدرب
ولا في أي مصب تنصب قطراتي
يلفح لهيب الشوق عبراتي
يستكين الدمع في حدقاتي
يضيع مني صدى صوتي
تجترني مسالك مسافاتي
أفر من عينيك إليك
جرحا ينزف عشقا
ووجدا يبحر غرقا
يعانق السراب غاياتي
يناجي الأطياف همساتي
فاحضنيني
لا تتركيني
أغرق في مستنقع نزواتي
لا تتركيني
أسير ملذاتي
أجيريني
وأحضنيني
قبل أن يمتص رحيق عطري
هوي الساقطات
هشام كريديح