Wed, Dec 12, 2012
ثورة صغيرة في عالم الانترنت.. يوم بلا بريد إلكتروني
هل تجرؤون على الامتناع عن فتح صندوقكم البريدي لمدة 24 ساعة؟
اليوم السنوي الثاني بلا بريد إلكتروني
إذا كنتم تنظرون إلى الرسائل المتراكمة في صندوق بريدكم الالكتروني وتبحثون عن ذريعة للتملص من فتحها وقراءتها فابشروا لأن الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر) يصادف اليوم السنوي الثاني بلا بريد الكتروني.
__________________
أعلن بول لانكستر المقيم في بريطانيا قبل عام يومًا بلا بريد الكتروني ونال إعلانه تغطية واسعة ابتداء من مواقع إلكترونية معروفة إلى صحيفة وول ستريت جورنال. ولاقى الاعلان ترحيبًا واسعًا يشير إلى أن غالبية مستخدمي الانترنت لا يحبون البريد الالكتروني، بحسب موقع ذي نيكست ويب الذي نشر اعلان لا نكستر.
وكان لانكستر أطلق في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 حملة عالمية يدعو فيها إلى يوم بلا بريد الكتروني ليتمكن مستخدمو الانترنت من استثمار وقتهم في أعمال أكثر جدوى، كما قال في بيانه وقتذاك. وأضاف أن البيان قُرئ ونُشر على تويتر وكتُب عنه في المدونات وجرى تبادله وكانت له اصداء ايجابية واسعة.
ثورة إلكترونيّة
ودعا لانكستر من يقرؤون البيان إلى اطلاع من يعتقدون انهم قد يجدون فكرته مفيدة من اصدقائهم ومعارفهم. وحث على ما سماها "ثورة صغيرة" أو "ميني ثورة" في عالم الانترنت بالامتناع يوما واحدا في السنة عن فتح صندوق الرسائل الواردة على البريد الالكتروني.
فما العمل في يوم بلا رسائل الكترونية؟ يقترح لانكستر ان نتجاهل بريدنا الالكتروني في هذا اليوم وألا ننظر إلى صندوق الرسائل الواردة بالمرة ونفكر في اشياء أخرى يمكن ان ننجزها في هذا اليوم.
تجاهل الايميل وقم بعمل مفيد
وإذا كان لا بد من الاتصال بأحد ما فعلينا ألا نقرب من البريد الالكتروني ونستعيض عنه "بالحياة الحقيقية والتفاعل مع من نريد الاتصال بهم وجها لوجه"، على حد تعبيره، أو نرفع سماعة الهاتف ونتصل بهم هاتفيا لإسماعهم صوتنا والاستماع إلى صوتهم أو حتى الجلوس وكتابة رسالة متسائلا إن كنا لم نزل نتذكر هذه الطريقة في التواصل أو حتى ان نقطع المسافة بيننا وبينهم لزيارتهم والجلوس معهم. والأفضل من ذلك كله، إذا توفرت الفرصة، ان نهرب بعض الوقت من زحمة العمل ونعيد الاتصال بالواقع الملموس بدلا من العالم الافتراضي.
لا غنى عنه
ومن السذاجة بالطبع الاعتقاد بامكانية انجاز شيء في عالم اليوم من دون البريد الالكتروني حتى ليوم واحد، كما يقترح لانكستر. ويقول موقع ذي نيكست ويب مثلا الذي نشر دعوة لانكستر إلى يوم عالمي بلا بريد الكتروني ان الموقع رغم ترويجه الدعوة سيفقد إذا استجاب لها معلومات اخبارية مهمة لتبادلها مع قرائه. كما انه سينقطع عن ممثلي الشركات والمستثمرين الذين يتواصل معهم كل يوم لا سيما وانهم موزعون في مناطق مختلفة من العالم.
وهناك بالطبع قضية أخرى فاتت على صاحب الدعوة. فعندما نعود في اليوم التالي إلى فتح صندوق الرسائل الواردة على بريدنا الالكتروني قد نضطر إلى قضاء النهار كله في الاتصال بأشخاص ظلوا يتساءلون لماذا لم نرد على رسائلهم الالكترونية العاجلة.
ولكن اعلان يوم بلا بريد الكتروني يبقى تذكيرًا مفيدً بأن الحياة تعني أكثر من الرسائل الالكترونية غير المفتوحة على بريدكم الالكتروني. والسؤال الذي يُطرح بهذه المناسبة هو: هل تجرؤون حقا على الامتناع عن فتح صندوق الرسائل الواردة على بريدكم الالكتروني لمدة 24 ساعة؟