قال علماء صينيون إنهم طوروا أول أسطول في العالم من الطائرات المسيرة المزودة بتقنية الاتصالات الكمومية بحيث يمكنها تبادل المعلومات بصورة آمنة مع بعضها ومع مشغليها من البشر.
وبنى باحثون من جامعة نانجينغ، شرق الصين، طائرات مسيرة قادرة على توليد أزواج من جزيئات الضوء “المتشابكة” التي يمكن أن تحمل معلومات في الحالات الكمية، مثل الشحنات، أو الاستقطابات التي تمثل 0 أو 1، وفقًا لورقة بحثية نشروها خلال الشهر الحالي في مجلة (مراجعة العلوم الوطنية) National Science Review.
وبموجب قوانين الفيزياء الكمومية، فإن مضايقة أحد الجسيمات المتشابكة في زوج ما يؤثر على الآخر، وذلك بغض النظر عن المسافة – وهذا يعني أن المعلومات التي تحملها هذه الجسيمات لا يمكن اعتراضها دون تغيير الرسالة وتنبيه المستقبل أو المرسل.
الصين تطور طائرات مسيرة تعتمد فيزياء الكم
وعادةً ما تُبنى أجهزة الاتصال الكمومي، أو العقد الكمومية، في المختبر مع معدات ضخمة ومعقدة بما في ذلك مضخات الليزر، وبلورات تقسيم الأشعة، والمرايا، وأجهزة الكشف الحساسة للغاية. ولكن البروفيسور (جو شينينج) وزملاؤه في (المختبر الوطني لبنى الحالة الساكنة المصغرة) National Laboratory of Solid State Microstructures تمكنوا من تقليل حجم العقدة الكمومية بشكل كبير، وعبأوها في طائرة مسيرة تزن 35 كيلوجرامًا. وقال البروفيسور (شي جيندا) – مؤلف مشارك في البحث: “يأتي ثلث الوزن من البطارية”. وأضاف: “لقد بنينا ونشرنا نحو 10 طائرات مسيرة”.
وكتب الباحثون في الورقة البحثية أن هذه الطائرات المسيرة ستكون مع الترقيات المستقبلية قادرة على الاتصال بالأقمار الصناعية الكمومية أو شبكة اتصالات كمومية أرضية وتقديم “الحل النهائي لتأمين نقل البيانات”. وقالوا: إن كل طائرة من الطائرات المسيرة يمكنها توليد 2.4 مليون زوج من جزيئات الضوء المتشابكة كل ثانية.
يُشار إلى أن اتصالات الطائرات العسكرية المسيرة الحالية محمية بواسطة التشفير الحسابي. وكانت جوجل قد أعلنت أواخر العام الفائت عن نموذج أولي لحاسوب كمومي تمكن من إكمال خلال 200 ثانية مهمة حسابية كانت ستستغرق أكثر من 10,000 سنة بواسطة الحواسيب التقليدية العملاقة.