جائت الى البيت القديم مجنزره
لا تقلقي فالوضع تحت السيطره
لازال قصف الليل يحمل نعشنا
لازالت الاعراب تهوى الثرثره
لازالت الاطفال تعلك خبزها
لازالت الاحياء تدعوا المغفره
وبقيت ياولدي اقلب سبحة
مازال في قلمي مداد المحبره
رغم الحروب وهزجها ومدامعي
مازال لي توق لاعبر قنطره
لازال شاي الصبح تحمله لنا
كوبا ولازال البخار يجرجره
فعلام لاتاتي لتحملنا بها
اعني النعوش ولست اعني الطائره
فعيون امك قد تبدل حسنها
وعصا ابيك تهشمت من جرجره
وبدت لنفسي ان ازوج فتيتي
كي تخجل اللمسات كذب تبختره
لم يبق من صهل العروبة فارس
غاب الصهيل بارضنا من محسره
وسلت حروب العرب صوت صهيلها
فالكل يدعوا نحو طول المأزره
وانا ضرير رغم علمي انها
جمعا كعيني غير اني لا اره
فارجع فقد حل الدمار بارضنا
فشياهك الجوعى تريد المخضره
والتبن ياولدي يزيد سقامها
وثغائها في ليلها ما اكثره
قد جال ذئب نحو حقلي مرة
فحملت فاسي فاستشاط كقسوره
ولانني كهل تعالى صوته
واقتاد خير كباشنا كي ينحره
فعلام ياولدي الترقب ان اتى
ان كان ياخذ شاتنا رغما يره
من لم يكن في بيته متحصنا
نالته من ذئب اللئام المجسره
فالعرب ياولدي تقادم عهدها
وغدت تعاني خوفها من غرغره
لم يبق للخيل القديم معامع
فاسال فلم تبقى رجال تخبره
لم يبق من عز العروبة نخلة
قطعت نخيل العرب عند القنطره
عبروا ليحكوا عن بطولات لهم
في سكبهم كاس الطلا والمسخره
وتعاونوا في نحرنا كي يكسبوا
ود الملوك بنحرنا في المنحره
وتهافتوا جمعا ليعلوا شانهم
ويقدموا طاعاتهم والمعذره
الأننا لم نسطلي بسعيرهم
ام ان كبش قطيعنا ما اجسره
لم يرض ان تلهوا الشياه برعيها
فاقام سكين العدا كي ينحره
وتصارعت كل الكباش بارضنا
وبقى وحيدا هازلا ما احقره
وعجوزنا تبغي لرد نذورها
ان عدت يوما ان تبيد المقبره
وتعيد للموتى عطور صلاتهم
وتكيل للاعداء رمي مجنزره
وتعيد نحوي ودها وحنانها
فالشيب ياولدي يعيد الثرثره
لم يبق لي كتف لاحمل نعشها
ماتت من الاعلام تبغي المغفره
كثرت سنابك خيلهم بديارها
وتطاول الاعراب لمس المحبره
فاستصرخت شيبات امك يعربا
طالت ذئاب الغرب جيد المنحره
فتهامسوا في سبها ولعانها
وتناسوا الصيحات خوف تزمجره
ففدت مداد الصبر كحل عيونها
وتعلقت بكباشها والقنطره
ورمت خمار العذر نحو عروبة
واستوقفت طير السما كي تخبره
ان العروبة قد يقد قميصها
من دبرها وعراقكم قد اعذره
عذرا فقد ازف الرحيل لقبرنا
ماتت على قمم الجبال القسوره
شيت العساف