ألا ليت قلبا بين جنبيّ داميا
أصاب سلوا أو أصاب الأمانيا
أجنّ الأسى حتّى إذا ضاق بالأسى
تدفّق من عينيّ أحمر قانيا
تهيج بي الذكرى البروق ضواحكا
و تغري بي الوجد الطيور شواديا
فأبكي لما بي من جوى و صبابة
و أبكي إذا أبصرت في لأرض باكيا
فلا تحسباني أذرف الدّمع عادة
و لا تحسباني أنشد الشعر لاهيا
و لكنّها نفسي إذا جاش جأشها
و فاض عليها الهمّ فاضت قوافيا
يشقّ على خدع فؤاده
و إن خادع الدنيا و داجى المداجيا
طلبت على البلوى معينا ففاتني
يؤاسيك من يحتاج فيك مؤاسيا
و من لم تضرّسه الخطوب بنابها
يظنّ شكايات النفوس تشاكيا
رميت من الدنيا بما لو قليله
رميت به الأيّام صارت لياليا
فلا يشتك غيراي البؤوس فإنّني
ضمنت الرزايا و احتكرت العواديا
تمرّ اللّيالي ليلة إثر ليلة
و أحزان قلبي باقيات كما هيا
م