إنّ الفُراغ الذي يتركهُ بِنا أولئِكَ الراحِلون
أشدُّ نزفًا ووجعًا في القلب
مِن أيّ جرحٍ آخر؛
لا أحد يمكنه أن يملء مكان أحد،
لا شيء يعوضُ وجودِهم،
ولا أمل لعودتهم يومًا...
إلّا أننا في كلّ مرةٍ نُحدِقُ في وجوهِ العابرين
بحثًا عن ملامح لوجهٍ يسكُنُ ذاكرتنا المتقِدةِ
حبًّا وشوقًا ولهفة.
نُحملق في عيونِ البعض
فيظنُنا مجانينَ
أو نسعى لشيءٍ ما لديه.
يفزعُ مِنا،
يبتعد، يتلاشى بين الزحام،
تمامًا كما تلاشوا مِن بين أيدينا أحِبّاءنا
على حين بغتة من القدرِ...
كيف تُقنعُ قلبًا مُحِبًّا إنّهم رحلوا -
حيث اللا عودة -
وهوَ يفزُّ عِند كُلِ دقة باب؟!
م