1 حملتُ بحراً من الأحزان في صدري
وسال دمعي على الخديـن والنحْـر
2 حقـاً هجـاءُ رسـولِ الله أرّقَـنـي
َكوَى الفُؤادَ بنـار المهـلِ والقِطْـر
3 إني سمعتُ وليتَ الأذنَ ما سمعـتْ
ما قِيل في سيِّد الكونين مـن نُكْـرِ
4 هم ينقصون رسولَ الله مـن حَسَـدٍ
هو المغيـث كمـاء النهـرِ للقَفْـرِ
5 هـم ينقصـون حبيـبَ الله منزلـةً
هي المنازلُ تسمو عنـد ذي القَـدْرِ
6 فكيفَ تهْجعُ عيـنٌ بعدمـا عرفـتْ
وكيف يهنأُ جفـنٌ مـن أذى الغـدرِ
7 عذراً حبيبي رسـولَ الله وا خجـلاً
ماذا يفيد صدىً في ذا الذي يجـري؟
8 عذراً حبيبي رسـولً الله وا أسفـاً
هذا النـداء ومـاذا بعـد لا أدري؟؟
9 أنت الحبيب الـذي عمّـت بشائـره
كل الوجـوه ودنيـا البـرِّ والبحـر
10 بدرٌ أضـاء لنـا الظلمـاءَ طلعتُـهُ
فكيف يُنكـر وَغْـدٌ روعـةَ البَـدْرِ
11 شمسٌ ينيرُ لنـا الدنيـا ويزهرهـا
ومن يداني رسـولَ الله فـي قَـدْرِ
12 كلّ المكارم جاءت مـن نـدى يَـدهِ
ومَنْ سِواهُ لذخرٍ فـي دنـا الذُّخْـر
13 هذي الشمائل تبكـي وهـي نادبـةٌ
هذي الفضائل ترثي و هي في قَهْـرِ
14 كـلٌّ يفـدّي رسـولَ الله خافـقَـهُ
ويكثـرُ القـولَ بالتنديـد والـثـأْرِ
15 لسنا جبالاً يخـاف البغـي ثورتنـا
شِبه الغثاءُ بماء السيـل والنهـر ِ
16 إنـا ضعفنـا وهـذا سـرّ ذِلّتِـنـا
يا لَلضعيفِ ويا لَلضْعفِ كم يغـري
17 إنّـا ضعفنـا وليـلُ الـذلَّ يلحفُنَـا
راح الهوان إلـى أعتابنـا يجـري
18 ماتتْ ضمائرُنا صرْنـا بـلا همـم
فُلتْ عزائمنا سيقـتْ إلـى النحـرِ
19 هذي ركائبنـا َكلَّـتْ ومـا عَرَفـتْ
أنَّ الطريقَ إلـى العليـاء بالصبـر
20 أمَا عرفْنا لهذا الوهنِ مـن سبـب ٍ
ولِمْ نهانُ بسيـف الشـرك والكفـرِ
21 أما عرفنا وحيـفُ الغـرب يذبحُنـا
هـذي كتائبهـم أوّاهُ كـم تَـفْـرِي
22 إنَّـا جَهِلْنـا وراح البغـيُ ينحرنـا
في السرّ حيناً وأخرى بات في الجهر
23 نحن الذيـن أضعنـا سـرّ قوتنـا
وما عرفنا لذاك السـرّ مـن سِحْـر
24 ليست بهارج ما في الكـون تنفعنـا
كم قد ظللنا على أوهامهـا نسـري
25 تقدُّمُ الغرب وَهْـنٌ فـي بصائرِنـا
أما صحوْنا وطعنُ الغدرِ في الظهـر
26 عذراً حبيبي رسولَ الله من عِـذَري
وليس ينفع عذرٌ فـي دنـا العـذر
27 وليس يصلح قـولٌ مكـر غاصبنـا
غيرَ الجيوشِ وخيلَ الكـرِّ و الفـرّ
28 ليت البشائرَ تحيـي بعـض همَّتنـا
حتَّى ندكَّ عروش الـزَّور والجَـوْرِ
29 هـذي كتائـب جيـش الله قادمـةٌ
حبلى بها غدنا عتقـاً مـن الأسـر
30 هلَّت علينا طيـوفٌ مـن شبيبتنـا
راحتْ تزيلُ رمالَ الهمِّ عن صـدري
31 جاءت تعيـدُ لنـا الآفـاقَ مزهـرةً
جاءت تَزيدُ نُضَارَ الـورد و النَّـوْرِ
32 إن الجهاد يبثُّ الرُّعبَ فـي دمهـم
هو الطريقُ لنيـل الحـقِّ والنَّصْـرِ
33 لِمْ لِمْ ضَعُفْنَا وهل فرسانُنـا تعِبُـوا
بنا إليهم نزيلُ الوِزْر(1) بالوِزْر ِ(2)
34 أينَ العلومُ التي ضاعتْ ويا أسفـي
أم أين أينَ وسـامُ العـزّ والفَخْـرِ
35 هيـا تعالـوا نعـرِّ سـرَّ ذِلْتِـنـا
صرنا مُوَاتـاً بـلا لحْـدٍ ولا قَبْـرِ
36 حتـى كأنَّـا بـلا عـزمٍ ولا حلُـمٍ
ولا سموْنا إلى الآفاق فـي الدَّهْـرِ
37 إذْما أردنـا بحـق قهـرَ غاصبنـا
سرْنا حثيثاً بـدرب الجِـدّ والحِـذْر
38 إنّ التهـاونَ إثـمٌ فـي شريعتـنـا
هو الطريقُ لبـابُ القفـر والفقـر
39 نورُ الكواكبِ شعتْ فـي ضمائرنـا
سنرفعُ الهامَ في عـزٍّ وفـي فَخْـر ِ
40 إنّ الشباب هم الآمـالُ فـي غدنـا
بهم نسيرُ إلـى التوحيـد والنصـر
41 بهـم تعـود لنـا الدنيـا مبشِّـرة
ويجتنى الشُّهدُ من ورْدٍ ومنْ زهـرِ
42 أنتم براعـم نَـوْر ٍ فـي حديقتنـا
بكـم يعـودُ بريـقُ الـدرِّ لـلـدُّر
43 هيا تعالـوا لمجـد العلـم نرفعـه
والعلم باب إلى العلياء في العصـر
44 لا ليـس ينفعنـا لهـوٌ ولا دعـةٌ
قوموا جميعاً نُشدْ بنياننـا الفكـري
45 نحيـا بعـزّ جميعـاً عنـد يقظتنـا
وغاية الذلّ في صمْتٍ بنـا يُـزْرِي
46 صلى عليك حبيبَ الخلـقِ خالقُنـا
بك الخلاصُ من الطغيـانِ والشـرّ
47 هو الرسول الذي في القلب مسكنـه
ومن سواه ليـوم الحشْـر والنشْـرِ
48 حانت بذكـر رسـول الله سكرتُنـا
وليس بعدك سكرٌ في دنـا الُّسكـر
49 أجـل يعطِّـرُ هـذا الكـون حبُّكـم
يا من تعطِّر عِطْرَ العِطْـرِ بالعطْـر ِ
50 عفواً أبوسُ ثرى ما كان مـن أثـرٍ
وأمرغُ الخدَّ فـي أعتابكـم عمـري
51 علّي أكونُ لحيـنٍ بعـضَ خادمكـم
ويمّحي بعدها فـي لحظـة ذِكْـري
الشاعر مصطفى بطران