القصيدة اليتيمة

قيل أن لأحد أمراء نجد ابنة اسمها دعـد شاعرة و فاتنة جدا ً لم تقبل الزواج إلا من رجل أشعر منها فانبرى شاعر تهامي بنظم قصيدة أودعها كل جوارحه و مكنونات قلبه معزيا ً نفسه بالفوز بتلك الأميرة و سار بها نحو نجد , و في الطريق مر بحيّ من أحياء العرب للراحة فسأله أحدهم قصده فأجابه , فأغراه ذلك فدبر قتله و أخذ القصيدة و تابع نحو نجد لخطبة الأميرة فسألته من أين هو فقال من العراق و لما سمعت القصيدة صاحت بهم أقتلوا قاتل زوجي فقبضوا عليه واستنطقوه فعرفوا حكايته لنباهة الأميرة التي عرفت موطن ناظم القصيدة من قصيدته أنه من نجد وأن الذي أمامها قال أنه من العراق


سميت القصيدة بهذا الاسم لأنها قتلت صاحبها أو لأنه لم يحدد بالضبط ناظمها فحدد ثلاثة هم ( أبو الحسن علي بن جبلة) و ( أبو جعفر محمد بن عبدلله الملقب بأبي الشيص ) و ( دوقلة بن العبد المنبجي ) و هو الذي غلب عليه الرأي و فيما يلي أبيات منها :

لهفي على دعد و ما خلقت
إلا لــــطول تلهـفي دعـــد ُ
بيضاء قد لبس الأديم أديـم
الــحسن فهو لجلدها جلد
ويزين فوديها إذا حسرت
صافي الغدائر فاحم جعد
فالوجه مثل الصبح مبيض
و الشــعر مـثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حسنا ً
و الضد يظهر حسنه الضد
و تريك عرنينا ً به شـمم
و تريــك خـد لونـه الـورد
و لـــها بنــان لو أرت له
عقــدا ً بكــفك أمكــن العقد
و بصدرها حقان خلتهما
كافــورتــين عــلاهــما نـــد
ما عابها طول و لا قصر
في خلــــقها فــقوامها قصـــد
إن لم يكن وصل لديك لنا
يشفي الصبابة فليكن وعــــــد
إن تتهمي فتـــهامة وطني
أو تنــجدي يــكن الـهوى نجد
وزعمت أنك تضمرين لنا
ودا ً فهـــــلا ينــــــفع الــــود
وإذا المحب شكا الصدود ولم
يعـــطف علـــيه فقــتله عمد
نختصها بالود و هي على
ما لا نحــب فهــــكذا الوجـــد
ليـــكن لــديك لسائــل فرج
أو لم يـــكن فليــــحسن الـرد