يا مَنْ سَعَى وَدَعَا وَلَم يَلُمْ أَحَدا
وَعَاشَ بَينَ الهَنَا وَمَا غَوَى أَبَدا
فَلَا الظُّنُونُ لَهَتْ فِي نَفسِهِ عَبَثًا
وَلَا القُنُوطُ عَلَى أَعتَابِهِ رَقَدا
فِيْهِ المَكارِمُ وَالأَخلَاقُ قَد نَبَتَتْ
أمّا المَعَانِي كَسَعفِ النَّخلِ إِذْ سَجَدا
وَكَانَ فِي سَعيِهِ كَالشَّمسِ مُستَعِرًا
هَذَا العَطَاءُ وَذَاكَ الرِّزقُ مَا بَعُدا
إِنَّ القَصَائِدَ فِي مَنْ مِثلُهِ كُتِبَتْ
. تَروِي المَحَاسِنَ حَتَّى لَا تَضِيعَ سُدَى
وَمَن شَكَا وَبَكَى وَعاشَ مُنفَرِدَا
وَهَامَ بَينَ المَدَى وَمَا مَضَى أَمَدا
وَظَنَّ أَنَّ الحَيَاةَ بِالأَسَى جُبِلَتْ
. وَأَنَّ بَابَ الرَّجَا عَنِ الهَوَى أُصِدا
وما رأى فِي الدُّجَى مَا كَانَ مُنتَظِرًا
وَخالَ مِنْ خوفِهِ أنَّ الخَيَالَ عِدَا
وَكَانَ مَعْ مَنْ سَعَى فِي الظِّلِّ مُستَتِرًا
كَي لَا يَرَى جَارُهُ ما حَازَ أو حَصَدا
تِلكَ السُّطُورُ أَلَمْ تَعلَمْ سَرَائِرَهَا؟
فِيهَا الحُرُوفُ دَلِيلٌ وَالمَعَانِي هُدَى
تَضِيقُ دُنيِا الفَتَى فِي العَينِ مَا اتَسَعَتْ
إِنَّ الفَلَاحَ لِمَن فِي الكَّربِ قَد صَمَدا
م