وعَاتَبَ الشمسَ في عليائِها..القمرُ
ماذا اعتراكِ ؟..وهل أودت بك النظر
تغادرين الدُنا ليلاً..فيُحُزنُنــــــي
أتهجرين ؟ وأنتِ السمعُ والبصرُ
يا فتنة الكون..عـــودي إنني وَجِـلٌ
أخشى المَحَاقَ..إذا ما مسّكِ الضررُ
عودي.. فإني رأيت الكون فارقه
صَفاءُ ضوؤكِ ..والألوانُ..والصورُ
يا دفقة َ الضوءِ..لولاكِ لأغرَقني
ليلٌ بهيمٌ..فلا فجرٌ ..ولا قمرُ
وأصغتِ الشمس للعُتبى..وأسعدها
ذاك المتيّمُ..من ماجت به الغيَر
وأفهمته..بأن الليل مركبه وعِرٌ..
وراكبه عند السُرى حذِر
وأن في الليل عُبّادا..مشاعرهم
شفّت..وخافت إلهاً..ناره سُـعَـرُ
وأن في الليل..طلابًا بجدّهمُ
باتَت معارجهم ترقى..وتنتشر
وأن في الليل..أُمـّاً بات سامرها
نجم السماء.. وطفلا داؤه خطرُ
وأن في الليل..أنـّاتٌ لذي سقم ٍ
وبات منقذِه..تشتاقه السُرر
ما الليل إلا لِباس .ذاق راقده
طعم الحياة..وإن ضجّوا..وإن بَطروا
وعادت الشمس..تجري وهي سابحة
في فلك مبدعها..من أمره قدرُ
وعادت الشمس ُصبحاً..وهي مشرقة ٌ
وسرّها..أنه قد عاتَب القمر..
عوض أحمد خليفة