كتب اياد جمال الدين
خطأ ترمب الاستراتيجي..أوًلا / الرؤساء الأمريكان / كارتر وريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الإبن وأوباما وترمب هذا،لم يُفكّر أي واحد منهم ب( غزو) إيران. ثانياً/ ترمب نفسه ( لا) يُرِيدُ حرباً من أي نوع ومع أي دولة. أهمّ وعود ترمب الانتخابية ، هو / سنُرجِع جنودنا الى البلاد.
إذن / ترمب قتل سليماني .. وترمب لا يُرِيدُ حرباً مع إيران! فماذا يُرِيدُ ترمب عندما قتل سليماني؟ هل كان قتله ( إنتقاماً) كما يقول ترمب نفسه؟ أَمْ كان ترمب يُرِيدُ شيئاً آخر من إيران ولذلك قُتِلَ سليماني؟ الجواب/ ترمب يُرِيدُ من إيران ( التفاوض). نعم ( التفاوض) فقط.
ترمب ( لا) يُرِيدُ إسقاط النظام الإيراني. وترمب ( لا) يُرِيدُ إخراج إيران من العراق أو سورية أو إيران. ترمب يريد ( التفاوض) مع إيران .. في نقطة واحدة فقط..وهي: يا خامنئي : إبتعد عن إسرائيل ..وخُذْ العراق وسورية ولبنان ..وغيرهم إن أحببت. هذا مُلَخّص رؤية ترمب
كان بإمكان أمريكا قتل سليماني منذ سنين عديدة..ولكنها لم تقتله. سليماني لم يكن مثل إبن لادن أو البغدادي.. لا يتحرّكون كثيراً .وإنما كان سليماني في سفر دائم..وهذا يُسَهِّل استهدافه وقتله..بسهولة. ولكن أمريكا ( لم) تقتله! لماذا الآن قرّر ترمب قتل سليماني؟
بعد أَنْ فشلت(العقوبات) الأمريكية ب( إخضاع) لكي يقبل التفاوض مع امريكا. هنا قرّر ترمب ( زيادة) الضغط على إيران لكي تقبل بالتفاوض.. فكان مقتل سليماني. مقتل سليماني هو ( رسالة)..رسالة أمريكية الى خامنئي فحواها.. تعالَ نتفاوض وإلّا..سنقتل رجالك واحد بعد الآخر.
ماذا خسرت إيران وماذا ربحت بعد مقتل سليماني؟ وماذا خسرت أمريكا وماذا ربحت بعد مقتل سليماني؟ إيران خسرت رجل..وربحت الشيعة كلّ الشيعة. وأمريكا قتلت رجل..وخسرت كلّ الشيعة.
ترمب ارتكب أعظم خطأ في حياته السياسية عندما قتل سليماني. إيران كانت في ( أضعَف) حالاتها.داخليا وخارجيا. إيران ، إنتهى أو كادَ ، نفوذها في العراق بسبب مظاهرات (شيعة) العراق ضد إيران..فجاء مقتل سليماني ل( يُعيدَ) الحياة للنظام الإيراني ..
لقد قَتَلَ ترمب ( مظاهرات) الشيعة العراقيين ضد إيران عندما قتل سليماني. هذه المظاهرات التي هزّت عرش خامنئي ستتحوّل الى مظاهرات تأييد خامنئي. وستُرفَع صور سليماني والمهندس في كل مكان في العراق..وستُطبَع صور سليماني والمهندس على العملة العراقية.
ترمب قَتَلَ الثورة الشيعية العراقية ضدّ إيران. ترمب لم يقتل سليماني وإنما قَتَلَ ( الرفض) الشيعي العراقي لإيران..وحوّلَه الى تأييد إيران. والدليل هو / صلاة مراجع النجف على جثمان سليماني والمهندس. وهذه سابقة ( لم) تحدث في كلّ تاريخ الشيعة..ولا يفهما غير الشيعة...