الشاعر: رضوان سلطان
باقٍ شُعاعُكِ في البريةِ باقي
بين اللغـــــاتِ لهُ فريدُ مذاقِ
كُتبَ الخلودُ على جبينِكِ حِينما
صِرتِ الوعا لرســــــالةِ الخلَّاقِ
ما خُضتِ سبقاً في مجامعِ ألسنٍ
إلا وكان لكِ اللســان الراقـــي
في كل مضمارٍ حصدتِ صدارةً
عَداءةً لم تعثُــــــــري بِسباقِ
أنتِ الغذاء لكل نَهمةِ طالبٍ
وسواكِ - من نهم ٍ- عجين (رقاقِ)
لستِ التي تغذو العلوم بحارها
بل كلُ علمٍ من بحاركِ ســاقي
قذفوا نهاركِ بالظلامِ عمايةً
وسماكِ -عزَّ- يُـحاطُ بالإشراق
ما مثل حسنكِ في الوجودِ رأيتُهُ
حُسناً يســـــــدُ كلالةَ الأحداقِ
بسواكِ أخطأتِ الذوائقُ سيرَها
إلا إلـــــــــيكِ تكلَّــلَتْ بِوفاقِ
يا روح بهجتنــا وعالم روحِنا
ما أخطــــأتِكِ ذوائقُ العُشاقِ
يا فكرةً حبرُ الخلودِ يخُطُها
لا تسألي وجهي عن الإطراقِ
لم يروِني ماءُ اللغات خصاصتي
فأنا الضميئ إذاً وأنتِ الساقِي
وجعاً أعيش بمن تنكر للهُدى
فأنا السقيم بهم وأنتِ الراقي
نطقت معاتبــةً تقولُ لأهلها:
تَسعَونَ بالنسيانِ في إغراقي
شُحِذتْ ببحر مدايَ كل قريحةٍ
واليومَ تُلقىْ صِنعتي بفراقي
كلُ العُمَىٰ بصُروا بجذوةِ شُعلتي
وبشعلـتي عمدوا إلى إحراقي
كم ألسنٍ سقطت أمام عراقتي
"كالكأس خرتْ من أناملِ ساقي"
يا طالباً سِـري وأنت هجرتني
لا لن يذلَّ لهــــاجِرِيَّ بُراقـــي
يا عالَـمٌ والنبضُ يزحمُ فكرها
في المجدِ عِزُّكِ ضاربُ الأعراقِ
هل للدخيلِ لكي يحددَ مجدَها
مجدٌ كمجدِ بيانهـــــا النَّطاقِ؟
يا غافلينَ حدودَ كوكبِ عُمرِها
هل تحصرونَ البحرَ في أطباقِ؟
لهي الزمانُ هي المكانُ هي البقا
تفنى الدُنا وهي اللسانُ الباقي
ما زادها سيرُ الزمانِ وسعيهُ
إلا سناً من حُـــــــلةِ الإشراقِ
أهدي إلى علياكِ أكرمَ لهجتـي
يا نجمةً تمتاح فــــي الأفـــاقِ