يحكى أن هناك شجرة تفاح كبيرة ومثمرة نشأت بينها وبين طفل صغير صداقة قوية وكان الطفل دائم اللعب معها كما يتمتع بثمارها، ولكن دوام الحال من المحال إذ بدأ الطفل يكبر وغاب عن الشجرة مما أحزنها إلى أنه عاد إليها وكم كانت فرحة بعودته وطلبت منه اللعب معها، ولكنه أخبرها أنه كبر على اللعب وأنه بحاجة إلى المال وكحال الرفيق الطيب عرضت عليه الشجرة أن يأخذ ثمارها ليبيعها حتى يحصل على المال ففعل وفرح كثيرًا إلا أنه ذهب وغاب سنوات طويلة عن الشجرة، وفي إحدى الأيام عاد إليها مرة أخرى وفرحت الشجرة بعودته مرة اخرى وطلبت منه أن يعود للعب معها ولكنه رفض وقال بأنه أصبح رجلًا ولا يلعب كما الأطفال ولكنها لاحظته مهمومًا فجعلته يحدثها فأخبرها أنه بحاجة لمنزل حتى يؤوي أسرته فقالت خذ أغصاني وابني منها المنزل ففرح وأخذها وبنى المنزل، ثم غاب ثانية لفترة كبيرة وعاد لها مهمومًا يبثها همه وأنه بحاجة إلى مركب ليسافر بعيدًا فأخبرته أنه يمكن أن يأخذ جذعها فيبني به المركب ليسافر ففعل وغادر، وغاب الكثير من السنوات وعاد وهو كهلًا إلى شجرة التفاح ولكنها كانت تبكي وتخبره أنها لم يعد لديها ما تعطيه إياه لا ثمار ولا فروع ولا جذع، ولكنه أخبرها أنه ليس بحاجة لشئ منها وإنما هو فقط بحاجة لمكان يستريح به، وهنا اخبرته بأن ما تبقي منها يمكن أن يصلح كمكان ليستريح به وبالفعل جلس الرجل على بقايا جذع شجرة التفاح وكان المكان مناسبًا له مما أسعد الشجرة كثيرًا.
جاءت تلك الحكاية بشكل أساسي لإيضاح كم يبذل الوالدين في سبيل الأبناء، ولكن هى بشكل عام تعبر عن الكثير من انواع العلاقات التي تقوم على التضحية والتي يجب على الجميع أن يفوا حق هؤلاء، لذا يجب أن تقوم دائمًا برد جميل هؤلاء الناس ويأتي على رأس القائمة الوالدين لذا دائمًا كن بارًا بوالديك ووفيهم حقهم وهذا امرًا إلهيًا إذ أنت مأمورًا ببر بوالديك من فوق سبع سموات إذ قال عز وجل ” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ