النظام الستيني البابلي
يعتبر لحد الان النظام الستيني البابلي اول نظام استخدم على الارض للحساب. يقوم النظام على اساس الرقم 6 ومضاعفاته ليصل الى الرقم 60 مثلما ان النظام العشري الحديث يقوم على اساس الرقم عشرة. ما زال هذا النظام رغم مرور اكثر من خمسة الاف سنة على اختراعه مستخدما في الساعات والدقائق و في قياس الزوايا وحساب المثلثات وفي التجارة حيث كان العراقيون يرزمون بضائعهم بشكل 6 او 12 قطعة والتي تعرف اليوم بالدرزن وفي الانكليزية dozen. ومنه نشأ لدى الغرب ايضا التشاؤم من الرقم 13 الذي يلي الدرزن مباشرة ولا يقبل القسمة الا على نفسه في حين يقبل رقم 12 القسمة على 2و3و4و6و12 مما كان يعطيهم مرونة في التعامل التجاري بينما كان رقم 13 يولد الكثير من المشكلات بين البائع والمشتري مما ولد التشاؤم لديهم منه بمرور الوقت. ولم يلبث ان دمج العراقيون القدماء النظام العشري ضمن هيكل النظام الستيني كما نرى اليوم في الساعات العسكرية. لم يضع البابليون رمزا للصفر و كانوا يتركون مكانه فراغا حيثما ورد. كانت كتابة الاعداد لديهم تتم بترتيب الاعداد حسب تسلسلها كما نرى اليوم في الارقام الرومانية الا ان الطريقة العراقية تضم مرتبة الاحاد والعشرات فقط اي لكتابة الرقم الف لايوجد لديهم رمز واحد مثلما لدى الرومان و انما كانوا يكررون رمز العشرات ثلاث مرات. مع سقوط الدولة الكلدية على ايدي الفرثيين الفرس قبل الميلاد ببضع مئات من السنين انتهت سيطرة الدولة ونهبت المدن العراقية ومن ضمنها المكتبات و دور العلم من قبل الافاقين الذين كلفهم الاغريق بذلك مما ادى الى نقل المعلومات و الكتب الى اثينا و تم تبني النظم الرياضية العراقية من قبل علماءهم مثل النظام الستيني و نظام اللوغارتمات و علم المثلثات بضمنه ما يعرف اليوم بنظرية فيثاغورس التي ظهرت على رقيم طيني في تل حرمل (بغداد الجديدة) ضمن مكتبة رياضية كبيرة, والكثير من النظم الرياضية الحديثة التي لا مجال لشرحها هنا, مع تحياتي