في الأبجدية الأولى.. الخاطر وآل مطر ينسجان بصمتهما الفنية في «مقهى المعرفة» بالجبيل
بواسطة : جمال الناصر - القطيف اليوم - القطيف اليوم
3 يناير، 2020
هي التجربة الأولى التي يشاركان فيها في معرض فني، الخطوة التي جاءت في لغتها الفنية، تحمل بين أروقتها أنامل الفنان التشكيلي زهير علي آل مطر، المنحدر من جزيرة تاروت، العاشق للفنون بكل أنواعها ومدارسها، والذي اتخذ من الفن توأمًا، يبثه ما يختلج في أعماقه من الأفكار، وما استمده من الحياة بمختلف ألوانها، تلتقطها عيناه لتختمر درامية الحالة البصرية، تتعتق، لتخرج عملًا فنيًا، والتراثي حسين محمد الخاطر، المنحدر من بلدة القديح، حرفي، يتقاطع مع أنامل الأجداد والآباء، يعيد صياغة ما نسجته أيديهم، تعايشًا مع حياتهم الاجتماعية في معرض “مقهى المعرفة”، تحت رعاية الهيئة الملكية بالجبيل، الذي أقيم صباح الخميس 2 يناير 2020م.
تعبير جمالي
إن الشغوف بالفن يمارس عملًا مفعمًا بالحس الجمالي، يقرأ ويبصر لينسج الجمال، يأخذ تدويرًا ذاتيًا وعقليًا، ينشره إلى الضوء، كخيوط الشمس جمالًا، بعد صباح عانقته قطرات المطر، يتوقف، ويبقى الغيم، مع قليل من الضوء.
يقول “آل مطر” لـ«القطيف اليوم»، بعد الانتهاء من مشاركته في معرض “مقهى المعرفة”، الذي قدم فيه 12 لوحة فنية، إنه يعتبر الفن طريقة من طرق التعبير الجمالي عن فكرة، أو ذوق معيّن، يمثل نشاطًا إنسانيًا، له دلالة، تأتي مبحرة من الوجدان والإحساس والشعور، مشكلًا بصمة في حياة الإنسان.
بداية خجولة
منذ سنيه الأولى في العاشرة من عمره، كان الحب للرسم يداعب ذاته وتفكيره، ولديه بعض التجارب الخجولة جدًا، ولم ينمها للأسف – بحسب قوله – متوقفًا عن الرسم لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن البداية الجديَّة والاحتراف في عالم الفن، جاءت في بداية عام 2014م، في الرابعة والثلاثين من عمره.
وذكر “آل مطر” أن لوحاته تتجه إلى المدرسة الواقعية، والبورتريه، مستخدمًا خامة الرصاص والفحم، وأضاف: “لأطور من ثقافتي الفنية، وأدواتي، أقوم بممارسة التعلم الذاتي من خلال مشاهدتي يوتيوب أو إنستجرام، المعنية بالفن التشكيلي، كذلك المشاركة في المسابقات التي تقام في إنستجرام، ما جعلتني أتعرف أكثر على أساليب الفنانين من ناحية، وتطوير مهاراتي من ناحية أخرى”.
الماضي بحلته
أما الحرفي حسين محمد الخاطر، فيقرع أبواب الماضي منذ عشرين عامًا، مبحرًا في حياة الأجداد، ليصيغ بعض الأدوات الحرفية والجمالية، التي كانت تستخدم في حياتهم؛ كالأبواب، والعمل على سعف النخيل، كالعريش، والنوافير، حيث يأتي الاشتغال بسعف النخيل أول الأعمال الحرفية التي قام بها.
“الخاطر” الذي أحب الفن واتخذه موهبة، يصقلها يومًا بعد يوم، يمارسها على أرض الواقع، حرفة ممزوجة برائحة الماضي، حيث شارك في معرض “مقهى المعرفة”، بثلاثة عشر عملًا حرفيًا، جاءت في؛ باب قديم ونافدة، وبئر ماء، ورمل يتحول إلى ألوان وأشكال، وسويج مروحة سقفية، وماكينة خياطة، وصندوق ملابس قديم، وجرة ماء، والحب لتجميع ماء الشرب فيه، والمنخر القديم، وطاسة المحسن التي يوضع فيها الماء، ودلة القهوة القديمة، والجندل لعمل الأسقف قديمًا.
جانب من أعمال الخاطر
جانب من أعمال آل مطر