كشفت شركة هيكفيجن، المصنّع الصيني العملاق وأضخم مزود في العالم لمعدات المراقبة بالفيديو، بأنّه مازال يتعيّن قطع شوط كبير لإدراك القدرات الكاملة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الرغم من كونها أحدث الخطوات الثورية في المجال الأمني.
سلطت الشركة الضوء على مقاربة تقوم على ثلاث ركائز وتهدف إلى مساعدة المستخدمين على استيعاب مزايا هذه التكنولوجيا وبلورة الكفاءات التي تُميّز الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع، وأشارت هيكفيجن في أعقاب نجاحها في ابتكار خوارزميات “التعلم الذاتي” لمجموعة منتجاتها إلى قدرتها على تطوير عدد لانهائي من التطبيقات الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
في هذا الصدد، قال بنسون شو الرئيس الإقليمي لشركة هيكفيجن في منطقة الشرق الأوسط: “بات بإمكاننا الآن مساعدة البنوك على حماية الموظفين والعملاء والمكاتب الفرعية والصرّافات الآلية، فضلاً عن تقديم العون لتجار التجزئة لاستيعاب الإقبال الذي تشهده متاجرهم وتحسين استراتيجيات التسويق الخاصة بهم إلى جانب مساعدة السلطات في المدينة على الحد من الازدحام والتلوث بواسطة الحلول الذكية لإدارة حركة المرور”.
ردّ السيد شو تعثر الجهود الرامية إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي إلى عدم إدراك كامل إمكانات هذه التكنولوجيا، وأكّد بأنّ اعتماد مقاربة الركائز الثلاث القائمة على الاتصال وجمع البيانات ومعالجتها هو الحل المنشود في هذا الصدد.
وأضاف شو: “ستتواصل النقاشات هذا العام حول الذكاء الاصطناعي والمنتجات والحلول القائمة عليه وجهود البحث والتطوير الرامية إلى تعزيز خطوط الإنتاج والوظائف الذكية والحلول المخصصة، حيث تُمثل تقنيات إنترنت الأشياء التوجه الحالي في عالم التكنولوجيا، غير أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون الجزء الأهم من هذا المشهد، وستقوم شركتنا بإدماج تقنيات المراقبة بالفيديو الخاصة بها بمجموعة من المستشعرات، كأجهزة الرادار وغيرها من المنتجات ذات الصلة، بهدف تلبية الاحتياجات المختلفة للعملاء، إذ يتمثل هدفنا في التحول إلى مزود رائد للخدمات المدمجة لتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وتقوم التكنولوجيا المدمجة للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء على عدة خطوات وهي الاتصال، وجمع البيانات ومن ثم ومعالجتها كخطوة أخيرة، وذلك بغية ابتكار حل يعزز من كفاءة المجتمع وسلامته”.
وأوضحت شركة يوكليس الإيطالية المصنّعة لحلول الأمن التكنولوجية بأنّ كفاءات الذكاء الاصطناعي ستتجاوز مجرد تطبيقات البنى التحتية الحيوية لتصل إلى مجالات إدارة العمليات والشؤون اللوجستية والرعاية الصحية والسلامة.
قال أنتون ماركو كاتانيا رئيس شركة يوكليس: “من شأن هذه التكنولوجيا أن تُسهل طرح الخدمات الجديدة إذ ستساعد على سبيل المثال في تقديم الدعم الفوري لذوي الهمم عند رصد وجود جسم معيّن كالكرسي المتحرك”.
كما أشار كاتانيا إلى أن مزايا تحديد الهوية والتعرف على الوجه ستكون من ضمن الوظائف الأمنية المتطورة والتي ستنتشر قريباً، وقال: “تُعتبر التقنيات المزدهرة المرتبطة بالتحقق من الهوية بلا شك أبرز الحلول التقنية التي ستطرح في السوق على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، والتي ستجعل من تكنولوجيا تعلّم الآلة جزءاً لا يتجزأ من أنظمة المراقبة بالفيديو ما سيُساعد في الارتقاء بمستويات الأمن إلى آفاق جديدة”.
تجدر الإشارة إلى عزم الشركتين القيام باستعراض إمكاناتهما المستقبلية في ميدان الذكاء الاصطناعي خلال فعالية المعرض والمؤتمر التجاري للأمن والسلامة “إنترسيك” والذي ينعقد في مركز دبي التجاري العالمي بين 19 و21 يناير.
يأتي انعقاد معرض ومؤتمر إنترسيك في أعقاب توقعات بتسجيل معدلات الإنفاق على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نمواً من خانتين.
ومن جهتها، كشفت مؤسسة البيانات الدولية IDC عن توقعات بزيادة الإنفاق على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 19 في المئة حتى عام 2023.
وتشير التوقعات إلى صدارة قطاعي المصارف والتجزئة لمعدلات الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، والذي سيستأثر بأكثر من 33 في المئة من الاستثمارات في عام 2020 ويليها في ذلك كل من الحكومات وشركات الاتصالات.
ومع ذلك، مازالت هناك حاجة لمعالجة الآثار الجانبية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما فيها حماية الخصوصية، إذ من شأن مثل هذه العوامل أن تؤثر على الاعتماد واسع النطاق لهذه التكنولوجيا، وبهذا الصدد قال أندريه ريكس مدير معرض “إنترسيك” من “ميسي فرانكفورت” الشرق الأوسط الجهة المنظمة للفعالية: “تُعتبر هذه واحدة من القضايا الملحة في القطاع، وهذا ما دفعنا إلى تسليط الضوء عليها بشكل خاص خلال قمة إنترسيك لأمن المستقبل”.
من المقرر أن يقوم السيد علاء طيب، مدير المبيعات الإقليمية لدى شركة تسلا والذي يُعتبر واحداً من أبرز الخبراء التقنيين في العالم، بتسليط الضوء على هذه المسائل وطرح الحلول المناسبة لها.
وقال ريكس في هذا الصدد: “سيخوض السيد علاء في مسألة النمو الكبير الذي سينتج عن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي والاتصالات المتكاملة في القطاع، بينما ستحتل مسائل الخصوصية والوصول المضبوط موقعًا بارزًا على جدول أعمال الفعالية، ولا شك بأنّ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تُحفز التغييرات التي تشهدها التطبيقات في القطاع، غير أنّه لا بد من موازنة هذا الزخم من خلال مجموعة من الضوابط المفترضة في حال أردنا تعزيز الانطباع الذي يتشكّل لدى الجمهور العام حول الجانب الإيجابي لهذه التقنية”.