الجوانب التي ظلمها الاعلام في هتلر ( الجزء االثاني )
و في سبتمبر من عام 1919 التحق هتلر بحزب "العمال الالمان الوطني" و الذي كان يدعوا فيه الي القضاء علي اليهود بطريقة قانونيه لازالتهم من الحياه الالمانيه بلا رجعه.
و في عام 1920 تم تسريح هتلر من الجيش و الذي رغم حبه له الا انه لم يتقلد فيه اي مناصب عليا و بد هتلر في التفرغ للحزب الذي تفرغ له تفرغ تام حتي صار زعيمه و قام بتغيير اسمه الي حزب"العمال الالمان الاشتراكي الوطني " او نازي و هي اختصار لاسم الحزب و اتخذ الصليب المعقوف رمزا للحزب و التحيه الرومانيه و هي مد الذراع الي الامام.
من هنا بدأ هتلر طريقه السياسي و الذي عمل فيه علي كسب رضي الشعب الالماني بطريقته المتميزه في الخطابه و التي جعلت منه المنقذ لالمانيا من يد الاستعمار التي لحقت بالمانيا بعد الحرب لذلك بعد سنوات من توليه الحزب كان استطاع ان يجد لحزبه ممثلين في البوندستاج (مجلس النواب الالماني) و يزيد من تحالفاته مع الاحزاب الاخري الي ان تمت انتخابات الرئاسه الالمانيه و التي كان مرشح لها الرئيس الالماني هيند ينبيرج و الذي كان في السلطه وفي هذه الانتخابات تعرض هتلر الي هزيمته في الانتخابات و فوز الرئيس الالماني و لكن بالرغم مما حدث من هزيمه لهتلر الا انه اكتسب شعبيه بوقوفه امام الرئيس الالماني في الانتخابات و توالت الاحداث الي ان دخل السجن و قضي فيه بضعة اعوام كتب خلالها كتابه كفاحي و الذي كان يحكي فيه قصة حياته الشخصية و بعد خروجه من السجن استطاع ان يخوض الانتخابات الرئاسيه و التي تمت بعد وفاة الرئيس الالماني هيند ينبيرج لينجح في الانتخابات وتبدأ المانيا عصر جديد تحت قيادة هتلر.
و قبل الحديث عن هتلر وحكمه لالمانيا يجب ان نتذكر حالة الاحباط و اليأس التي يعيشها الشعب الالماني و الذي يدفع الفاتوره حتي تاريخ تولي هتلر الحكم كما ان جيشه ضعيف و اراضيه محتله و غير قادر علي وضع وجود عسكري في منطقة الراين بالاضافة الي ان الشعب الالماني بدأ يقتنع بأراء هتلر حول ان اليهود هم سبب الهزيمه في الحرب العالميه الاولي لذلك فإن الشعب الالماني وجد في هتلر المنقذ له من اثار الاستعمار و هو ما اراده هتلر في بداية حكمه لكي يستطيع الانفراد بالسلطه .
بعد ان تمكن هتلر من السلطه بدأ سلسله من الاجراءات التي تمكنه من السيطره علي الحكم و سنذكر اهم هذه الاجراءات:-
اول الاجراءات التي اتخذها هتلر في بداية حكمه هو ان يحظي بدعم شعبي خاصه و ان وصوله الي الرئاسه الالمانيه لم يكن بدعم شعبي كبير لذلك بدأ هتلر بالاهتمام بالاعلام الالماني فعين الدكتورجوبلز وزيرا للاعلام و الذي استطاع هتلر من خلاله ان يجعل الاعلام تابع للحزب النازي حيث استطاع ان يروج للشعب الالماني ان هتلر هو المنقذ لالمانيا خاصة بعد تبعات الحرب العالمية الاولي و انه لا خلاص لالمانيا دون هتلر كما انه منقذها من الحركات الشيوعيه التي كثرت في البلاد .
ايضا وجود كساد في الاقتصاد الالماني الذي تأثر بالحرب العالميه الاولي و فقدت المانيا الكثير من مواردها الطبيعيه كالفحم من الالزاس و اللورين بالاضافه الي اغلاق مصانع كثيره في المانيا و ازدياد اعداد البطاله فيها من هنا عمل هتلر علي اعادة بناء الاقتصاد الالماني و الذي يشهد له التاريخ بأنه استطاع ان يعيد بنائه في وقت قياسي لا يتجاوز بضع سنوات و جعل منه اقوي اقتصاد اوروبي بل وعالمي حيث استطاع ان يقضي علي البطاله فسجل في عهده نسبة البطاله 0% كما عمل علي رفع مستوي المعيشه للمواطن الالماني كما بني العديد من المصانع خاصه العسكريه التي كانت تتميز بالتقدم التكنولوجي العالي فيكفيني ان اقول ان احد اهم شركات السيارات في المانيا و العالم هي شركة فولكس واجن و هي الشركة التي انشأها هتلر و تسميتها تعني بالالمانية السيارة الشعبية و كان الغرض من انشاء المصنع هو ان يجعل من حق كل مواطن تملك سيارة المانية حيث كانت هذه السيارة التي عرفت بالبيتلز هي احد اهم انواع السيارات الموجوده في ذلك الوقت و كان من حق كل مواطن ان يتملك واحده منها و هذا دليل علي رفاهية المواطن الالماني في عصر هتلر كما عمل علي تحديث السكك الحديدية والشوارع وعشرات الجسور مما جعل شعبية الزعيم النازي هتلر ترتفع إلى السماء و يمكنني ان اقول انه استطاع ان يحقق كفاءه لم يسبق لها مثيل في التقدم الاقتصادي لاي دوله.
بدأ هتلر يقنع الشعب الالماني ان اليهود هم سبب تدهور حال البلاد وانهم سبب الهزيمه في الحرب العالمية الاولي و ان لا سبيل سوي التخلص من وجودهم لتطوير البلاد.
و لعل سبب قوة هتلر السياسيه في المانيا و تأثيره عليها جاء نتيجة توليه اهم منصبين في المانيا حيث تولي منصبي المستشاريه و الرئاسه في آن واحد و هو ما جعل من ديكتاتور رأيه هو الوحيد الصحيح و لا يستطيع احد ان يخالفة الرأي حتي و لو كان علي خطأ و هو ما ادي في النهاية لاصابته بالغرور و بالتالي القضاء علي دولته.
بدأ هتلر في استخدام ما يعرف بالبوليس السري او الجستابو حيث كان يعمل علي اسكات كل من يحاول معارضة هتلر فاستطاع ان يقضي علي كل المعارضين و ذلك عن طريق معسكرات الاباده او التهجير القسري و ذلك من اجل ابعاد المعارضه عن طريقه و قد اوكل هتلر بهذه المهمه لهملر و هو من قام باكبر المذابح و التهجير و لعل اكبر طائفة تم تعذيبها هي طائفة اليهود حيث ان هتلر ما ان انفرد بالسلطه حتي اصدر قانون خاص باليهود عام 1935 بمقتضاه يمنع اي يهودي من الجنسية الالمانية بالاضافه لفصلهم من المناصب الحكومية و المحلات التجارية و اجبر كل يهودي علي ارتداء نجمه صفراء لتشير الي كونه يهودي و قد ترتب عن هذه الاجراءات ان هاجر نحو 180 الف يهودي من المانيا بينما من تبقي لقي من العذاب ما لا يمكن وصفه.
و مع بدايات عام 1935 بدأ هتلر بتغيير سياسته الخارجيه و قرر ان يخرج من كمونه و ان يبدأ رحلة الانتقام و التي بدأها بالتنصل من معاهدة فرساي التي فرضتها دول الحلفاء علي المانيا عقب هزيمتها في الحرب العالميه الاولي بالعمل علي اعادة التجنيد الالزامي كما كان قبل الحرب العالميه الاولي و الذي اصبح اختياريا بعد معاهدة فرساي حيث كان هتلر يهدف من وراء هذه الخطوه عدة اهداف اهمها ان يوجد جيش الماني قوي لديه بحريه و طيران قويين يستطيعون مساندة القوات البريه كما كان يهدف ايضا الي ايجاد فرص عمل للشباب الالماني ليقضي علي ظاهرة البطاله.
ثم عمل علي التنصل من المعاهده مره اخري عندما اعلن ارسال الجيش الالماني الي المنطقه منزوعة السلاح علي نهر الراين في خرق واضح لمعاهدة فرساي و بالرغم من ذلك لم تتحرك انجلترا او فرنسا تجاه ما يفعله هتلر، و يخرق هتلر المعاهده مره اخري لنجده يرسل قوات المانيه لمناصره الجنرال فرانسسكوا فرانكو في الحرب الاهليه ضد الحكومه الاسبانيه و هنا ظهر مدي تقدم الاله العسكريه الالمانيه التي ابهرت الجميع في ذلك الوقت و التي كان هتلر يهدف من وراءها اعطاء درس للحلفاء بأن المانيا الان قويه و قادره علي الدفاع عن نفسها بل لديها قدره ايضا علي الهجوم و هو ما فهمه الانجليز و الفرنسيين لذلك سنلاحظ اغفالهم عن مخالفات كثيره يفعلها هتلر خوفا من نشوب حرب عالميه كبيره لن يستطيعوا الانتصار فيها.
ثم نجد هتلر يعلن عن تحالفه مع الزعيم الايطالي موسوليني و الذي كان يشبه في كثير من الامور هتلر حيث كان مستبد في حكمه و عمل علي النهوض بالاقتصاد الايطالي و في نفس الوقت كان موسوليني يسعي الي الانتقام من الحلفاء رغم ان ايطاليا كانت معهم في الحرب العالميه الاولي و لكن اقتسم الحلفاء الغنائم و لم يعطوا ايطاليا الا الفتات مما جعل ايطاليا ايضا تريد الانتقام بتحالفها مع هتلر و كان هذا التحالف عام 1936 ثم اتسع هذا التحالف ليشمل كل من المجر و رومانيا و بلغاريا ثم اخيرا اليابان و التي كانت في ذلك الوقت تسعي الي السيطره علي قارة اسيا خاصه و ان لديها من التكنولوجيا و الاقتصاد القوي و الجيش المدرب ما يجعلها تحقق ذلك .