(حديث قُدسي)
دعوى الله تبارك وتعالى لعباده من المؤمنين والكافرين
*
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) :
يُؤْتَى بِالْمُؤْمِنِ الْغَنِيِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْحِسَابِ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ :
عَبْدِي . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ .
قَالَ تَعَالَى : أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعاً بَصِيراً وَجَعَلْتُ لَكَ مَالًا كَثِيراً ؟
قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَا أَعْدَدْتَ لِلِقَائِي ؟
قَالَ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُ رُسُلَكَ وَجَاهَدْتُ فِي سَبِيلِكَ .
قَالَ تَعَالَى : فَمَاذَا فَعَلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ ؟
قَالَ أَنْفَقْتُ فِي طَاعَتِكَ . فَقَالَ مَاذَا وَرِثَ عَقِبُكَ ؟
قَالَ خَلَقْتَنِي وَخَلَقْتَهُمْ وَرَزَقْتَنِي وَرَزَقْتَهُمْ وَكُنْتَ قَادِراً عَلَى أَنْ تَرْزُقَهُمْ كَمَا رَزَقْتَنِي ، فَوَكَّلْتُ عَقِبِي إِلَيْكَ .
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقْتَ ، اذْهَبْ فَلَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَضَحِكْتَ كَثِيراً .
.
ثُمَّ دَعَا بِالْمُؤْمِنِ الْفَقِيرِ فَيَقُولُ تَعَالَى : يَا ابْنَ آدَمَ .
فَيَقُولُ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ . فَيَقُولُ مَاذَا فَعَلْتَ ؟
فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَدَيْتَنِي لِدِينِكَ وَأَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَكَفَفْتَ عَنِّي مَا لَوْ بَسَطْتَهُ لَخَشِيتُ أَنْ يَشْغَلَنِي عَمَّا خَلَقْتَنِي لَهُ .
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقَ عَبْدِي ، لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَضَحِكْتَ كَثِيراً .
.
ثُمَّ دَعَا بِالْكَافِرِ الْغَنِيِّ فَيَقُولُ تَعَالَى : مَا أَعْدَدْتَ لِلِقَائِي ؟ فَيَقُولُ مَا أَعْدَدْتُ شَيْئاً .
فَيَقُولُ مَاذَا فَعَلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ ؟ فَيَقُولُ وَرَّثْتُهُ عَقِبِي .
فَيَقُولُ تَعَالَى لَهُ : مَنْ خَلَقَكَ ؟ فَيَقُولُ أَنْتَ . فَيَقُولُ مَنْ رَزَقَكَ ؟ فَيَقُولُ أَنْتَ .
فَيَقُولُ تَعَالَى : مَنْ خَلَقَ عَقِبَكَ ؟ فَيَقُولُ أَنْتَ .
فَيَقُولُ تَعَالَى لَهُ : أَلَمْ أَكُ قَادِراً عَلَى أَنْ أَرْزُقَ عَقِبَكَ كَمَا رَزَقْتُكَ ؟
فَإِنْ قَالَ نَسِيتُ هَلَكَ وَإِنْ قَالَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ هَلَكَ .
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَبَكَيْتَ كَثِيراً .
.
ثُمَّ يُدْعَى بِالْكَافِرِ الْفَقِيرِ فَيَقُولُ تَعَالَى : يَا ابْنَ آدَمَ مَا فَعَلْتَ فِيمَا أَمَرْتُكَ ؟
فَيَقُولُ ابْتَلَيْتَنِي بِبَلَاءِ الدُّنْيَا حَتَّى أَنْسَيْتَنِي ذِكْرَكَ ، وَشَغَلْتَنِي عَمَّا خَلَقْتَنِي لَهُ .
فَيَقُولُ تَعَالَى لَهُ : هَلَّا دَعَوْتَنِي فَأَرْزُقَكَ وَسَأَلْتَنِي فَأُعْطِيَكَ ؟
فَإِنْ قَالَ رَبِّ نَسِيتُ هَلَكَ ، وَإِنْ قَالَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ هَلَكَ .
فَيَقُولُ تَعَالَى لَهُ : لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَبَكَيْتَ كَثِيراً .
*
المصدر : (البحار : ج7، ص174.)