وتعاني القوى السياسية منذ اشهر ازمة مركبة بفعل الاحتجاجات الشعبية المناهضة للاحزاب، وصراعات داخلية على تسمية رئيس وزراء خلفا للمستقيل عادل عبد المهدي، فيما وجدت نفسها ملزمة الآن بأخذ موقف ضد حادثة القائم.
وبحسب مسؤولين، فان القوى السياسية وبسبب حراجة التوقيت، لن تتمكن من اتخاذ اجراءات فاعلة ضد الحادث، وقد تقوم بالاعلان عن اعادة احياء مشروع قانون سحب القوات الاجنبية الذي فشلت في تشريعه قبل اشهر.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة، مساء الاحد الماضي، على مواقع “السيطرة” و”السلاح” التابعة لكتائب حزب الله في العراق وسوريا بـ”الناجحة”.
وحذر إسبر ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية من إمكانية اتخاذ “إجراءات إضافية” في المنطقة للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة.
نصف ساعة قبل الهجوم
من جانبه، قال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، إن حكومة بغداد ترفض “العمل الأحادي” من قبل قوات التحالف داخل بلاده، وفقا لبيان بثته القناة الرسمية.
وأضاف عبد المهدي: “لقد أكدنا بالفعل رفضنا لأي عمل أحادي من جانب قوات التحالف أو أي قوات أخرى داخل العراق، معتبرا أن الهجمات تعد “انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا يهدد أمن العراق والمنطقة”.
وقال عبد الكريم خلف الناطق باسم قائد القوات المسلحة، خلال مقابلة مباشرة مع القناة الرسمية، إن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أبلغ رئيس الوزراء قبل نصف ساعة من الغارات الجوية الأمريكية.
وأوضح خلف أنه “قبل نصف ساعة من الهجوم، أجرى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، اتصالا برئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حيث أبلغ رئيس الوزراء بأن الهجمات ستنفذ على مواقع تابعة للحشد الشعبي، وهي الوحدات التي يشتبه الأمريكيون بانها اطلقت الصواريخ على القاعدة العسكرية في كركوك والتي أدت إلى مقتل أمريكي وإصابة عدد من الأمريكيين والعراقيين”.
بدوره يقول محمد البلداوي، النائب عن كتلة الفتح لـ(المدى) ان “على البرلمان اتخاذ موقف حاسم بشأن ما حدث في القائم”، لافتا الى ان القوات الامريكية الموجودة في العراق “ليست لاغراض التدريب”.
وفي مطلع العام الحالي، كانت كتلة سائرون التابعة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قدمت مقترحا الى البرلمان يتضمن سحب القوات الاجنبية خلال عام واحد، قبل ان يتم التراجع عن المشروع بسبب تهديدات “داعش” وحاجة العراق الى الاسناد الجوي والتفوق التقني الذي يقدمه الجيش الامريكي.
ويقول البلداوي :”نحتاج الى توافق سياسي لتمرير قانون سحب القوات الامريكية”، مشيرا الى انه في اسوأ الاحوال يمكن للبرلمان ان “يسجل موقفا تجاه الحادث بالاعلان عن اعادة طرح تشريع القانون او تعديل الاتفاقية الامنية مع واشنطن”.
الرد الأمريكي
وكان المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان قد اكد أن القوات الأمريكية ردت على قصف مواقع عراقية تضم أمريكيين. وقال هوفمان في بيان الاحد الماضي ان تلك الضربات “ستضعف قدرات كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلا على قوات التحالف”.وجاءت هذه الضربات بعد يومين من مقتل أمريكي في العراق في هجوم بعشرات القذائف استهدف قاعدة عسكرية في كركوك شمالي البلاد.
وأعلن الجيش الأمريكي أنه استهدف خمس قواعد في العراق وسوريا لحزب الله العراقي. وأوضح أنّ ثلاث قواعد موجودة في العراق واثنتين في سوريا. وتمثّل هذه القواعد وحدات لتخزين الأسلحة أو مقرات تابعة لكتائب حزب الله.
بالمقابل قال محمد البلداوي النائب عن عصائب اهل الحق (صادقون) ان القصف طال “قوات تقف في مناطق حساسة على الحدود وتعمل على منع تدفق تنظيم داعش الى العراق”.
وبحسب بيانات للحشد الشعبي، فان الهجوم قد اسفر عن مقتل 25 عنصرا من الحشد بينهم آمر لواء، بالاضافة الى اصابة 51 آخرين بجروح مختلفة.
واتهم المتحدث باسم البنتاغون هذا الفصيل باستهداف القاعدة العسكرية في كركوك بثلاثين قذيفة الجمعة الماضية، في عملية أسفرت عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة أربعة عسكريين أمريكيين وجنديين عراقيين.
وكانت الولايات المتحدة قد توعدت في الآونة الأخيرة بـ”رد حاسم” على العمليات المتكررة التي تستهدف مصالحها في العراق. وكانت العملية التي استهدفت قاعدة كركوك الأولى التي تؤدي إلى مقتل أمريكي.
وذكّر هوفمان بـ”الصلات الوثيقة” بين كتائب حزب الله وفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وحذّر في السياق إيران ووكلاءها من أن عليهم “وقف هجماتهم على القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي واحترام سيادة العراق تجنبا لأي رد فعل دفاعي إضافي من قبل القوات الأمريكية”.
وتابع أنّ “التحالف موجود في العراق استجابة لدعوة الحكومة العراقية للتأكد من الهزيمة النهائية لتنظيم (داعش) ولتقديم مشورات ودعم للجيش العراقي”.
وأعلن أنّ “الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف يحترمون سيادة العراق بشكل تام ويدعمون (قيام) عراق قوي ومستقل. لكن على الرغم من ذلك، فإنّ الولايات المتحدة لن تتنازل عن حقها في الدفاع عن النفس”.
وبعد الإعلان وردت أنباء عن سقوط أربعة صواريخ في قاعدة تضم أمريكيين قرب بغداد.
في غضون ذلك قال عضو في لجنة الامن والدفاع في البرلمان لـ(المدى) ان “وجود القوات الامريكية في العراق هو ضمن الاتفاقية الامنية المعروفة باسم صوفا”، مضيفا انه لا يمكن اخراج القوات الا بتعديل هذه الاتفاقية.
وكانت القوى السياسية قد حسمت امرها في نيسان الماضي، بتخويل عبد المهدي مسؤولية تحديد مهام القوات الاجنبية في العراق.
ويلفت النائب الذي طلب عدم نشر اسمه ان “قوات التحالف بقيادة واشنطن مستمرة في عملية التدريب، وان كل 45 يوما يتم تخريج لواء عسكري مع توفير اسلحة وتجهيزات كاملة من ضمنها عربات عسكرية”.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا