حين فاض الوجع بقُلُوبنا، صمتت أحلامنا، وغادرتنا الفرحة كأننا نعيشُ في زمن مكسُور الفؤاد، فصرنا كالأموات كأن لا وجُود لنا في عالم الأحياء، لكن كيف نقبل أن نكُون على هذا الحال؟ وكيف نقبل أن نعيشُ في قوقعة الحُزن اللّعينُ؟ وكيف نقبل أن نحيا بدون هوية؟ وكيف...؟ وكيف...؟
لا، لن نقبل أن نعيشُ على هامش الحياة، لن نقبل أن نضيّع من أنفُسِنا، لن نقبل أن نلبس ثوب الوهن، لن نقبل أن نكون دُميّ تُحركُها رياح الحُزن، لن نقبل أن نحيا طبقاً للقياسات الشخصيّة للآخرين، لن نقبل أن نعيش حكايات تهدم المعاني الجميلة، لن نقبل أن نكُون أشجار صائمة عن طرح ثمار الفرحة، لا وألف لا؛ لأننا نحمل قُلُوب مُفعمة بالحُبّ والنقاء، قُلُوب تُمطر المشاعر الجميلة على أرض الحياة.
ومهما اشتدت بنا المحن، وتكالبت علينا الأوجاع، سنتخطّاها باليقين في الله والإيمان بذواتنا وعزائِمنا حتى نفُكّ قيود الألم، ولن نلتفت لكُلّ الأشياء التي لا تُشبهُنا، فما زال النور يأتي مُتلألاً من أرواحنا يُنير لنا الدُرُوب المُظلمة، وما زالت قُلُوبنا تنبض بالحياة مُتحدّية كُلّ النائبات، وبإذن الله غدا لنا وصُول؛ غدا لنا وصُول.
م