لا تعدوا السنوات في كل عامٍ ارقاماً و لا تنتظروا نهاية عام وبداية آخر ..
فهي مهما تصاعدت يبقى جوهرها داخلنا أقل بكثير في العمر و أغنى كثيراً باللحظات ...
لا تحصوها عاماً تلو الآخر ولا تأبهو لذاك الرقم الذي تقام له الاحتفالات في كل عام ...
فالعمر لا يقاس بالسنوات والروح لا تكبر بتقادم الأيام...
نحن نصغر سنوات في لحظة سعادة في لحظة تكريم ...مع كلمة طيبة... مع غمرة عطاء ..مع قطف خير.... في جوار من نحب ومع من نسعد بهم ...
ونكبر سنوات بكلمة مسيئة ...بطعنة غدر... بنظرة خيبة بتواجدنا مع الشخص الخطأ .....
نُزهر بكلمة ونذبل بأُخرى ... يفترش الربيع ارواحنا بموقف و ينقلب خريفاً بموقفٍ آخر ...
كل لحظة تمر علينا في حياتنا نكون في صراع مع ذواتنا إما أن نفوز إن رددناها إلى الهدى وإما أن نخسر ان ردّتنا هي الى الهوى ...
وهاهي ايام من اعمارنا تطوى وذنوب نرجو ان تمحى ..وكل نفس تسعى ثم تجزى بما تسعى ومن ختم له بالخير فقد بورك المسعى ...
لذا لا تسألو احدا عن عمره ... فعمره لا يحدده تاريخ ولا عدد شموع ...
لا تعطيه الرزنامة اجابة صادقة و لا تؤكده شهادة ميلاد ... اسألوه عن لحظات السعادة والتعاسة عن كمية التجارب وحجم الانجازات .عن القيمة المضافة لحياتنا ولحياة الاخرين .. عن كمية الابتسامات التي عبرت خطوط وجهه وكمية الابتسامات التي خطها على وجوه الاخرين
-] عن العقبات التي تجاوزها ومحطات الحياة التي عبرها..
لا تصدقوا كذبة السنوات ... فالأرقام ليست الا وهماً يتصاعد مخلفاً وراءه حقيقة أكبر من أن تُعد و أعظم من أن تُحصى..
م