ماتت بتلف الدماغ.. ثم عادت إلى الحياة ؟بعد ان صافحت “تسليم رفيق” وتمعنت في نظراتها وامضيت اكثر من ساعة اتحدث معها ومع اولادها الأربعة، يمكنني القول الآن بأنها ليست شبحا، فهذه السيدة ذات الاثنين والخمسين عاما حية ترزق.
فقبل شهر من الآن، تعرضت تسليم رفيق الى نوبة قلبية وتوقفت عن التنفس، الا إن ما حصل بعد ذلك دهش الأطباء، وصدم أفراد عائلتها، وأثيرت التساؤلات حول جدوى العلاج الطبي. فبالنسبة للاطباء، عدت السيدة رفيق بأنها أصبحت من الاموات.
وتقول السيدة رفيق، التي تجلس في منزلها؛ وغير مبدية لأية علامة على المحنة التي عانتها، فيما تبدو أصغر من عمرها: “سوف يأخذك الله عندما يختار هو ذلك، اذ كان الجميع يصلون وأراد ربك ان يعيدني الى الحياة، فإنني حقا امرأة محظوظة”.
عانت رفيق من مرض تصلب الانسجة المضاعف لمدة عشرين سنة، ولم يكن باستطاعتها المشي، وتعاني احيانا من التهابات صدرية تطورت الى التهاب رئوي يستلزم ادخالها المستشفى.
إلا انها انهارت في الرابع عشر من أيلول وتم استدعاء المسعفين الذين قاموا بعملية الانعاش أثناء توجههم في سيارة الاسعاف الى مستشفى “بركشاير” الملكية، وتكررت عملية الإسعاف في قسم الحوادث والطوارئ، إلا إنها لم تنجح.
ويقول ابنها فيزاين البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاما: “كنا ننتظر في غرفة قسم الحوادث والطوارئ عندما جاء الطبيب، وقال بأن زملاءه كانوا يحاولون انعاش قلب والدتي لمدة خمس واربعين دقيقة، الا إن الحظ لم يحالفهم، وللأسف فإنها قد فارقت الحياة.”
وعند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، طالبت العائلة المصدومة رؤية “الجثة” من اجل توديعها، فتم اخذهم الى غرفة خاصة، وجرى تنبيههم بأن والدتهم قد حقنت بمادة الأدرينالين وأن جسدها سيقوم بحركات لاإرادية، وعليهم أن لا يعتقدوا بأنها علامات على عودة والدتهم الى الحياة.
يقول فيزاين: “كانت ترقد وعيناها الى الخلف، وكنا جالسين حولها؛ أنا واخي؛ نصلي عندما قال أخي: ‘إنها تنظر اليك’، اذ قمنا باستدعاء الممرضة التي قالت بأنه أمر طبيعي.”
وعلى مدى ساعتين تكرر هذا السيناريو عدة مرات بينما كان أفراد العائلة يجاهدون لإقناع الممرضة بأن أمهم ما تزال على قيد الحياة.
حينها تم استدعاء الطبيب. وبعد فحص سريع لجسدها، أعلن أنه بالفعل هناك نبض خفيف. وتم فحصها من قبل الاطباء الذين قالوا رغم انها على قيد الحياة، الا إنها تعاني تلفا في الدماغ لا يمكن شفاؤه، وستنتهي حياتها عن قريب.
وتابع الأطباء بأنه في حالة توقف قلبها مرة أخرى فانهم ينصحون بعدم اجراء عملية انعاش لها، وهو ما جعل عائلتها تعيش في قلق.
وحوالي الساعة العاشرة مساء، وبينما كانت ابنتها ‘شابانا’ تمسك بيد والدتها، لاحظت أن والدتها سحبت يدها، فقالت لها: “امي، هل فعلت شيئا يغضبك؟”، فاستدارت السيدة رفيق نحوها قائلة: “ماذا فعلتِ لكي تغضبيني؟” وكانت هذه هي الاشارة التي رفعت العائلة أكفها بالدعاء من أجلها.
ومع شروق شمس صباح اليوم التالي، كانت السيدة رفيق تتحدث وتمزح مع عائلتها بينما عادت لها ذاكرتها. وفي الثاني من تشرين الاول غادرت المستشفى الى المنزل، بصحبة أبنائها، نشيطة وعلى قيد الحياة.
وحسبما قالت عائلة السيدة رفيق، فان الاطباء وصفوا شفاء السيدة رفيق بالمعجزة.
وعلق ديفيد موسوب، رئيس المستشارين في طب رعاية الطوارئ في المستشفى، قائلا: “جدول الانعاش قد تم تطبيقه بصورة صحيحة، وبعد خمس واربعين دقيقة، وبعد تحاليل الدم التي اظهرت نقصا في الاوكسجين، فانك تتوقع تلفا حادا في الدماغ، الا انه لم يكن هناك أي تلف.. إنه أمر غير اعتيادي.