جزء الاول
“ جيسكا”
تحاول جيسيكا بصعوبه ان تندمج مع المجتمع حولها، لكن بعض الأشياء تحدث عندما لم تكن متوقعه انها فقط فتاه وحيده مع احلام كبيره في عالم مظلم، ونقدر نقول إنّو نصف قصتها مع التنمر في المدرسة دائماً )))
فتاة فى العشرين من عمرها, خجولة للغاية, يشعر أهلها وكأنها ليست فى المنزل, فهى إسم على مسمى فعلآ, حتى وهى طفلة صغيرة, كانت قليلة البكاء, وعندما كانت فى الحضانة, كان جميع معلماتها يحبونها, لأنها فتاة هادئة مهذبة, وتسمع الكلام وتنفذة دون أى إعتراض, حتى إن مديرة الحضانة أخذت تشك بأن جيسيكا تعانى مرضآ نفسيآ ما, مثل التوحد مثلآ, فعندما جاءت والدتها ذات يوم لتأخذها من الحضانة, أرسلت المديرة فى طلبها, وسألتها عن حالة الطفلة فى المنزل, فأكدت أمها أن رهف هادئة بالمنزل أيضآ…………
كبرت جيسكا سنة بعد سنة, وهى مازلت تتمتع بتلك الشخصية الهادئة الحالمة……
– هذة الفتاة الهادئة التى هناك, جميع المعلمين يثنون عليها دائمآ, نريد أن نلقنها درسآ حتى تخرج من ثباتها العميق هذا.
– ولماذا هذا الشر يانرمين, إنها لا تتحدث مع أحدآ, وليس لها أصدقاء هنا.
– هذا لإنها فتاة متكبرة, وترى نفسها أفضل منا.
– هل وضعتى خطة إذن للإيقاع بها؟
– .مارأيكن نسرق حقيبتها المدرسية, لنتعرف على مابها؟
– وكيف سنقوم بسرقة حقيبتها, وهى لا تفتأ تتركه من يدها أبدآ؟
– أممممممم ……..وجدتها, عندما تدخل الحمام دائمآ ماتترك حقيبتها على باب الحمام, , سننتهز تلك الفرصة ونسرق حقيبتها
– وأين سنخبئها يا لئيمة؟ وهى طبعآ ستبلغ الإدارة
– سنعطى حارس الامن مالآ ليخبئها عنده, ولن يفكرأحدآ أبدآ فى تفتيش حجرتة…….
نفذ الفتيات مخططهن بالفعل, لكن الغريب أن جيسكا لم تبلغ الإدارة قط, كأن شيئآ لم يحدث, وذهبت إلى منزلها بلا حقيبة, ولكن فى اليوم التالى جاءت والدتها إلى المدرسة وحققت فى الموضوع, ولم يكتشف الفاعل قط, فإضطرت أن تشترى لها كتبآ أخرى وحقيبة جديدة بأدواتها المدرسية………….
وعندما كبرت ودخلت فى مرحلة المراهقة, أصر والدها على , وقنن خروجها بمفردها, فأصر أن تصحبها والدتها أو أخوها الأصغر معها فى أى مكان تذهب إليه, فساهم هذا أيضآ فى عزلتها ووحدتها والكلمات القليلة التى تخرج منها, حتى عندما تحرش بها أحد الصبية وهى عائدة من مدرستها, فإكتفت فقط بأن بكت بكاءآ غزيرآ, سرعان ماجف عند عتبة منزلها, ودخلت كأن شيئآ لم يكن!!!
في الجامعة
وتجرى السنوات………..وتلتحق جيسكا بالجامعة, وأصبح لها صديقة واحدة فقط تشابهها فى طباعها, تقضى معها معظم وقتها بالجامعة, وفجأة إرتبطت تلك الصديقة بـأحد زملائهم فى الجامعة, وحينها تغيرت شخصية صديقتها هذه إلى العكس تمامآ, فأصبحت شخصية متفتحة لها أصدقاء كثيرون, وتشترك فى كل أنشطة الجامعة مع هذا الشاب, حاولت جيسكا مجاراة صديقتها فيما تفعلة, لكنها فشلت فى ذلك, وبعدت عن صديقتها الوحيدة, وزادت وحدتها أكثر فأكثر…………
جوني ………ذلك الشاب الذى كان يراقب جيسكا من بعيد لبعيد, منذ أن إلتحقت بالجامعة, كان يتعجب من هدوئها الشديد ووحدتها الملفتة للنظر تلك, بينما هو يختلف عنها كليآ, فهو شابآ إجتماعيآ جدآ ومرحآ, وتقريبآ صديقآ لمعظم الطلاب فى الجامعة, ومتحدثآ لبقآ, فحينما يتحدث فى أى مكان, تجد حولة العديد من الطلاب يستمعون لة بشغف, ومرحآ للغاية, فقد كان يتناول كل الأمور بسخرية, فتجد الطلاب حولة يضحكون ملىء أفواههم, والشعور بالسعادة يغمرهم, ولكن لأن ذلك ضد مبادئه, فهو يضع لنفسة قواعد معينة يسير عليها فى حياته, ولكن فى المطلق الجميع معجب بة ويحبونه………..
تحليل شخصية جيسكا
نلقى نظرة أكثر قربأ على جيسكا…………….
جيسكا تلك الفتاة الرقيقة الهادئة, يعتمل فى عقلها صراعات وأحاديث مطولة والعديد من الأفكار المجنونة, كل ذلك يدور فى عالم عقلها, لا يقدر أبدآ على الخروج للنور, ولكن لماذا؟………لماذا هى كذلك؟!
منذ أن كانت جيسكا طفلة صغيرة, عندما كانت تجرب أن تقوم بعمل حركة تتسم بالشقاوة مثل أقرانها, كانت تسمع والدها يغضب ويعلو صوتة, لإنة يحب الهدوء فى المنزل بعد عودتة من العمل, بينما أمها قبل مجىء والدها , تجعلها تجلس أمام التليفاز أمام قنوات الأطفال, بينما هى فى المطبخ تطهو الطعام, أو تقرأ, حيث أن أمها مدمنة قراءة, فتجلس لتقرأ ساعات طويلة صامتة, ولا تجد جيسكا أحدآ تتحدث معة, أو تلعب معة, فأصبحت جيسكا قليلة الكلام جدآ, وحينما يسألها أحدآ عن شيئآ ترد على مقدار السؤال فقط, حتى عندما تكون جوع تفتح الثلاجة للبحث عن شيئآ تـأكلة, وإذا لم تجد, تشرب بعض الماء, ثم تذهب إلى حجرتها, فليست مثل بقية الأطفال, عندما يجوع أحدهم يملأ الدنيا صراخآ, وينادى على أمة بصوتآ جهوريآ “أنا اشعر الجوع شديد ياماماااااا”
فهذة هى أمها……..وهذا هو أبوها………. جيسكا هى النتيجة الطبيعية لهما
البدء في تكوين الصداقات وتحوّل شخصية جيسكا
صديقة جيسكا “ لويسا ” شعرت بالخجل من نفسها, لإنها إنشغلت بحبيبها عن صديقتها جيسكا, وهى تعلم جيدآ إنة ليس لها صديقات أخريات غيرها, فقررت أن تعود إليها, ليس ذلك فحسب, بل قررت أن تحاول تغييرها, لأن شخصيتها تلك ستجعلها ورقة فى مهب الريح……….
إتصلت جيسكا وإعتذرت لها عن إنشغالها فى الفترة السابقة بحياتها الجديدة, وإتفقت معها أن تذهب إليها فى البيت لتستأذن والدها أن تأخذها معها إلى النادى, وكانت المفاجأة أن وجدت جوني فى إنتظارهما, وكان بصحبتة بعض زملائهما من الجامعة, ومن بينهما “ جوني ”!!
هل كانت جيسكا لا تعرفه؟
جيسكا كانت تعرف الجميع فى كليتها, ولكن لا يعرفها إلا القليل, وكانت تلاحظ أن هذا الشاب الذى ينظر لها من حين لأخر!
– سعيد بالتعرف عليكى ياأنسة جيسكا
– أهلآ وسهلآ بحضرتك يا سيد جوني
– كنت أود أن أتعرف عليكى منذ فترة كبيرة, ولكنك تفضلين العزلة على ماأعتقد
– “تبتسم فى خجل” لا أحد يفضل العزلة, ولكن لا أجيد مهارة التعرف على الأصدقاء
– نعم عندك حق, كل سلوك يفعلة الإنسان هو مهارة يجب تعلمها جيدآ, والأهم من تعلمها, شجاعة تنفيذها, يظهر عليكى إنك شخصية عميقة
– “تضحك بصوت هذة المرة” صدقنى لأول مرة أقول هذة الأفكار, لم أفكر بها قبل ذلك
– لدينا ندوة غدآ فى الساعة الخامسة, فى المركز الثقافى التابع للنادى, هل ممكن أن تحضرى؟ صدقينى…..ستستفيدين كثيرآ
– سأحاول المجىء……أوعدك بذلك
وتكررت مقابلات جيسكا و جوني, وكانت فى البداية مع الأصدقاء, ثم تطورت بعد ذلك, أن أصبحا يخرجا بمفردهما!
سافر والد جيسكا وأخيها الأكبر إلى دولة مكسيك, للعمل بمرتب مجزى هناك, وأصبحت هى وأمها بمفردهما فى المنزل, وعلى العكس من إعتقاد البعض بأن ذلك سيحزنها, بل جعلها هذا سعيدة جدآ, لأن والدها وأخاها هما رمز التسلط من وجهة نظرها, فأتاح لها هذا الفرصة أن تخرج مع جوني وقتما تحب…………
لقد أخرجها جوني من دائرة مغلقة كانت تعيش بها, إلى حياة واسعة, مليئة بالبهجة والسعادة والضحك, وعرفها على الكثير من الأصدقاء, وزادت أيضآ ثقافتها, لأن جوني كان يذهب بها إلى الندوات ويناقشها فى الكتب, ويسألها دائمآ عن رأيها فى الأحداث الجارية, فكان هذا يدفعها إلى المزيد من الإطلاع, حتى تستطيع مجاراتة فى أحاديثة…
انتظرونا في جزء الثاني القادم ….