يا موطني حبّي وكلّ مودّتي
أهديكَ من قلبي ومن وجداني
في مغربٍ باتَ الفؤاد معلّقاً
والقلب أنشدَ في هوى عمّانِ
ودموع حبّي للعراق فقد بدت
شعراً وشوقي للخليج دعاني
ما مرّ يومٌ قد نسيت حبيبتي
مصرَ العروبة أو نسيت يماني
أو غاب عن شعري هوى ليبيّتي
أو غاب عن شعري هوى السودانِ
أو جفّ دمع الحبّ يوماً عن هوى
لبنانُ حّبي، فالهوى لبناني
وجزائر الأحباب أيّ جزائرٍ هي
عالمي، هي منزلي ومكاني
وأقول: إنّي قد جننتُ من الهوى
في حبّها قمري ونجم زماني
جزر القمر لي في هواك قصيدةٌ
رنّمتُها فبدت دموع حناني
من لي ليمسح عن خدودي دمعتي
إذ ما بكيتُ الحبّ للأوطان
إلّا لك يا عمري موريتانيّتي
فيك الهوى شنقيطُ والخلاّنِ
صومالُ جيبوتي هناك وأسمرة
إذ ما ذكرتكمُ يرقُّ كياني
ويبوحُ دمعي ما كتمتُ من الهوى
ويثورُ من عمقي لظى بركاني
و بطيبةٍ حُبٌ ألمّ بخافقي
والشّوق للمختار كم أبكاني
هي من أحبّ وهل أحبّ سوى
الّتي تحوي رسولَ الله للإنسانِ؟
وأحبُّ أمّي فالقصيدة دونها
صفٌّ من الكلمات والأوزانِ
أمّاه: لا تبكي ولا تتألّمي
فبكاءك قدساه قد أدماني
رفحٌ ويافا والخليل وغزّة
والقدس تبكي لوعةَ الحرمانِ
وا غزّتاه: أيا حبيبة عاشقٍ قد
ذاب في بحر الهوى وجداني
تتوقّعي منّي بأن أنسى الهوى
بعد المحبّة أم يموت كياني؟
عمري الّذي قد عشته متقطّعا
بالفقر والآهات والكتمانِ
أغمضت عيني عن جهاد عدوةٍ
تغتالُ أمي يا لكبر هواني
وقنابل الأعداء تلقي نارها
لتزيد من ذلّي ومن نيراني
إنّي أرى موتي بصرخة طفلةٍ
وأرى الدموعَ كأنّها أكفاني
وأرى الشهادة في قتالِ عدوّتي
لأفيق من حلمي إلى خذلاني
أرض البراق تصيحُ من نيرانهم
وعروبتي ومساجدي وأذاني
والمسجد الأقصى يودّعُ راحلاً
وقطاعُ غزّةَ في أسى النسيان
والدّمع يحملني لأرض حبيبتي
متسلّحاً بالحبِّ والقرآن
أشتاق يوماً أن أموتَ بحضنها
قمراً أضيءُ بميتتي أكواني
يا ربّ إنّ الحبّ أدمى عاشقاً
يا ربّ إنّ الدمع قد أعماني
أشهرت دمعي للأنام ولم أزل
متفاخراً بالسرّ والإعلانِ
فالدّمع للثوّار خيرُ بدايةٍ
وختامها بشهادة الإيمانِ
أحببتها نزف الفؤاد محبّة
والبعدُ كان معذّبي والجاني
بعدٌ أليمٌ عن حماةَ حبيبتي
والشوق للشهباءِ قد أضناني
إنّي أحبّها والدّموع شهيدةٌ
شعري أتى فتناثرت ألحاني
لأطير في حبِّ الشام مسافراً
وأرى الجبال الشمّ من هذياني
أنا عاجزٌ عن أن أعيش بغربتي
أمّاهُ: من لي دونكِ يرعاني
لو متُ يا أمّي ببعدي عاشقاً
بالشّام أرجو مدفني وأماني
م