الحُـــبُ نهـــرٌ وقلبُ الأُمِّ مَنبَعُهُ
والأُنسُ روضٌ وحِضنُ الأُمِّ مَوقِعُهُ
والجـودُ بحــرٌ وكفُّ الأُمِّ رافــدُهُ
والسَّعـــدُ بــدرٌ وثَغـرُ الأُمِّ مَطلَعُهُ
والجيـــلُ ذو الهمَّةِ القعسَاءِ نَرقُبُهُ
والأمُّ لا غيرُها في الناسِ مَصنَعُهُ
تَستعذِبُ المُــرَّ لا تخشــى مرارَتَهُ
لكي ترى الإبنَ في النعماءِ مَرتَعُهُ
من صبرِها الصبرُ في ذُهْلٍ وفي عَجَبٍ
حتى غَدَت مثلاً والكــــلُ يسمَعُهُ
إنْ يَرْقَ نجلٌ فهـــــذا سـرُّ بهجَتِها
وهُم لهـــــا أبــــدًا فخــرٌ تُذَعذِعُهُ
يُشَنِّفُ الأُذنَ نُصــــحٌ حيــنَ تَبذُلُهُ
ومَسمَعُ القلبِ يَسلُو حيــنَ يَقرَعُهُ
آثارُهُ في رحــــــابِ الفكرِ مُشرِقَةٌ
فالــــــوُدُّ يَسبِقُهُ والليـــــنُ يَتبَعُهُ
وإِنْ لبابِ السمواتِ العُلى طرقَتْ
يَنالُهُم من دُعاها الخيـــــرُ أجمَعُهُ
كُلُّ الأساتيــــذِ طـــلابٌ بحضرَتِها
والعلـمُ في ذِكـــرِها يَزدانُ مَربَعُهُ
في نَهجِهــــا التربويِّ السهلِ مُنطَلَقٌ
تَرقى المـــدارسُ لو كانت تُشرّعُهُ
الخيــرُ تَنشــرُهُ والعيــبُ تَستــرُهُ
والبُغـضُ تَهجــرُهُ والــوُدُّ تَزرعُــهُ
قد قيــلَ صِــدقًا بأنَّ الأمَّ مَدرَسَةٌ
والأمُّ تاجٌ علـــى الهاماتِ موضِعَهَ
رَبَّاهُ فاجعلْ جنــانَ الخُلـــدِ منزلَةً
لهـــا جـــزاءً لِمَا تُعطـــي وتَصنَعُهُ
زياد المنيفي