لم يَعُد هُناك الكثير من الناس
والأشياء الجميلة
التي تَضُمُّنا في رحلة الحياة، فالأشياء تَرحّل، والناس تُغادر بعيدا بعيدا،
ولَم يتبقّى لَنا إلاّ بيّاض قُلُوبنا التي تُسعفنا في غُربتنا، فما أجمل! وما أرقى! قُلوبنا التي نكتُب بنبضاتها الحَنونة مصائرُنا بما قدر الله لنا من اِختيار كبشر لهُم الحُرية في تَوجيه مشاعرهُم، فالقُلُوب الجميلة تعيش في دُنيا الحب،
هكذا خلقها الله، فكُفوف قُلُوب المُحبّين تُزيل شَوائب الناس والأشياء والأيام! وشُموس قُلُوب المُحبّين لا تَغيب مع الغائبين، ونبضات قُلُوب المُحبّين لا تَتوب عن النَبض،
وما زالت تُحلق بِأجنحتها تجُوبُ الأرض دون مَلل لتحُطُّ في بساتين الحُبّ النَبيل لتبعثنُا من جُديد في فَجر وَليد، يبثُّ فينا الضّياء والأمل مهما تعثّرنا في مَطبّات الناس والأشياء، وستظلُّ قُلُوبنا الطيبة الرئات التي نتنفس بها الحياة!
م