من العوامية.. الغاوي صاحبه القرآن جنينًا وحفظ خُمْسَه في الثامنة.. وبَرِع في المسائل الرياضية
بواسطة : مسلم آل موسى - القطيف اليوم - القطيف اليوم
25 ديسمبر، 2019
يقظة، وذكاء، وفصاحة لسان، ويظلل هذه المواهب حفظه للقرآن الكريم، لا تجد نفسك أمام هذا الطفل إلا أن تبارك ما حباه الله به من مواهب، وحين تكتشف إدراك علاقته بكتاب الله قبل أن ترى عيناه نور الدنيا، تعرف أن التربية بالفعل تبدأ من الرحم.
«هاشم عبدالله علي الغاوي»، من أبناء العوامية، لم يتجاوز عمره الثماني سنوات، يدرس بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة البخاري الابتدائية، ولكن أمنيته أن ينتقل لمدرسة تهتم بالموهوبين، وتعمل على رعاية مواهبهم وتنميها، فالفتى يعرف تماما أنه موهوب، وتتنوع موهبته بين الحفظ السريع، والتعامل مع العمليات الرياضية.
الرياضيات
«القطيف اليوم» وقفت على جانب من موهبة الغاوي في العمليات الحسابية والرياضية بجميع أنواعها وبسرعة فائقة، وتلاحظ خلال مشاهدتك له أثناء إجراء هذه النوعية من الاختبارات، سرعة بديهة فائقة، وقوة حجة في الرد.
ويقول عن موهبته الحسابية: “مادة الرياضيات هي عشقي الأول ففيها أجد متعتي، وشغفي الحقيقي بالتعلم، لأن المسائل فيها إثارة للدماغ، وتظهر أعلى ما يملك الإنسان من قدرات عقلية”.
الحفظ جنينًا
وبالنسبة للجانب المحتفى به دائمًا فهو حفظه لستة أجزاء من كتاب الله، والعديد من الأحاديث والأدعية، وحول ذلك وكيف تمت تنميته عنده، قال: “للقرآن حكاية خاصة في حياتي حسب ما أخبرني أبي بذلك، حيث بدأت علاقتي معه وأنا جنين في رحم والدتي، إذ كانت أمي تقرأ ختمة القرآن وأنا بين أحشائها، ثم أصبح القرآن رفيقي الدائم في التلفاز وقت الرضاعة حتى صار القرآن مألوفاً على سمعي مع بداية نطقي للكلمات الأولى”.
التشجيع
وبالطبع موهبة مثل هذه لابد لها من يد تتعهدها، ويسترسل “الغاوي”: حين انتبه والدي لملَكة وسرعة الحفظ عندي في السنة الثالثة من عمري؛ بادر بتحفيظي جزء عم من القرآن الكريم، والحمد لله استطعت أن أكمل حفظ الجزء الثلاثين خلال أقل من شهرين، ثم واصلت حفظ الأجزاء الأخرى في السنوات اللاحقة، وأتممت حتى الآن حفظ ستة أجزاء كاملة مع نهاية الإجازة الصيفية للسنة الماضية قبل انتقالي للصف الثالث الابتدائي، وامتد حفظي للكثير من الأدعية المأثورة كدعاء العهد، والصباح، والتوسل، وزيارة وارث، وحديث الكساء، وغيرها من الأدعية والأشعار، وأتمنى أن أنضم لإحدى حلقات أو أندية قرآنية”.
الأم مدرسة والأب أيضًا
ويبدو جليًا تأثر الغاوي بوالده، الذي يتخذه قدوة له في كثير من الأمور، وبالإضافة لتعهده في حفظ القرآن، هو أيضا القدوة الأولى له في الرياضيات، ويفسر ذلك بقوله: “كون والدي يعمل كمهندس، وهو أحد المتخرجين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فمن خلاله تعرفت على أمور كثيرة في عالم الرياضيات، مثل عمليات الحساب المتقدمة، والتي تحوي الجذور والأسس والأعداد السالبة وغيرها”.
وليس هذا فحسب، فلأمه أيضًا دور في رعاية مواهبه، ويقول: “واقعاً يتقاسم أبي وأمي الدور في متابعتي، فوالدي يهتم بتطوير مداركي العلمية الأخرى، وتزويدي بما هو خارج المناهج الدراسية، ووالدتي تهتم بشؤون المدرسة، وما يتعلق بها من واجبات مدرسية، فالأم في الحياة هي سر نجاح كل إنسان متميز على هذه الأرض، فلولا تضحية الأم وعطاؤها غير المحدود لأبنائها لما استطعنا أن نرى الحياة بهذه الصورة المشرقة من الجمال والإبداع”.
مادة ومعلم
ولا يخفي الغاوي تقديره لمعلميه، خاصة من يدركون موهبته ويعملون على صقلها، ومنهم المعلم بالصف الأول الابتدائي عبدالإله الزاهر، ويقول عنه: “هو بمثابة الأب الحاني والمحتضن الثاني لمواهبي بعد والدي، حيث احتواني بأفضل وخير ما يمكن للمربي والمعلم أن يحتوي طلابه، فجزاه الله عنا خير الجزاء، إذ ما زالت متابعته لي وأفضاله علي مستمرة حتى الآن وكأني أحد أبنائه”.
أما المواد التي يفضلها فهي؛ اللغة العربية، والإنجليزية، والعلوم، ففي كل مادة يجد طعماً لذيذاً مختلفاً للعلم والمعرفة.
البرنامج اليومي
وأكد “الصغير الموهوب” أن لديه جدولًا ثابتًا ذا مهام متنوعة ومتعددة، يحاول إنجازها بشكل يومي قدر الإمكان بمساعدة والده، وقال: “يتضمن هذا الجدول مراجعة القرآن الكريم، وتعلم اللغة الإنجليزية، وقراءة بعض الكتب، وغيرها من الأمور النافعة والمفيدة”.
الجوائز
ويضيف: “اشتركت في مسابقات كثيرة متنوعة، والتي تقام سنوياً على مستوى المنطقة، بعضها في حفظ القرآن الكريم وبعضها في حفظ القصائد الشعرية والإلقاء، والحمد لله استطعت أن أحرز في بعضها المراكز الأولى المتقدمة”.
المستقبل
وعندما سألناه عن طموحه وما يتمنى أن يكون عليه في المستقبل، أجاب: “أسعى إلى أن أكون طالبًا متميزًا في جيلي، وطموحي أن أكون مهندساً ناجحاً في المستقبل، وشاعراً كوالدي”.
وقت اللعب
وحتى لا يظن البعض أن الموهبة تعيق الطفولة، أو تعطل سريان الحياة الطبيعية، فكأي طفل في سنه يلهو ويلعب، وله برامجه التليفزيونية التي يفضلها”، ويقول عن هذا الجانب: “الحياة مليئة بالمتع المختلفة، ولكني أجد نفسي أكثر متعة ما بين مطالعة الكتب، وقراءة المجلات كمجلة ماجد، وبين لعب الألعاب الإلكترونية المليئة بالتحدي والبعيدة عن العنف والدماء كألعاب سوبر ماريو بالخصوص، وكرتوني المفضل هو ( سبونج بوب) لما يحويه من المرح والدعابة الفريدة”.
كلمة للأصدقاء
وختم لقاءه مع «القطيف اليوم» بتوجيه رسالة إلى مَنْ هم في مثل سنه، قائلًا: “أقول لأصدقائي التلاميذ، وكل الأطفال: ليس أجمل من أن يكون الإنسان متميزاً في هذه الحياة، بعلمه وأخلاقه، ويحاول أن يكون قدوةً نافعة للآخرين من جيله، جعلنا الله وإياهم من المتميزين النافعين”.