خريف العمر
إحدَى وعشرون في صبرٍ وإصرارِ
واليأسُ يرميني في جوفِ إعصارِ
هبّتْ رياحُ الأسى و الحزنِ عاتيةٌ
حتى أحالت ربيعي مقفرًا عارِي
ماذا جنيتُ سوى حُلمٍ أُطاردهُ
يزدادُ نأيًا إذا نادته أفكاري
ما للمصائب تلقيني بخندَقِها
حتى تُبيدَ بنارِ الفقدِ أزهاري
ما للرفاقِ تخلّوْ بعد عهدِهمُ
وخلفوني أبثُّ الليلَ أسماري
قالوا سنبقى ولو طالَ الزمانُ بنا
ثم انثنوْا هجرًا مع بعضِ أعذارِ
هي هكذا الدنيا تبقى تباعدنا
عمن نحبُّ و هذا دأبُها الساري
أبصرتُ نفسي وحيدًا أشتكي ألمي
يرثي له قلمي ، تبكيه أشعاري
هما رفيقيّ طولَ العمرِ ما برحا
لا لن يملّا حكاياتي وأسراري
خارتْ قواي فذاك الفقدُ أنهكني
متى اللقا برفيقٍ غيرِ غداري
ماذا تواري ليَ الأيامُ من ألمٍ
وهلْ تخبئُ بعضَ الفرحِ أقداري؟
لكن أخبئُ حسنَ الظنِّ في ربي
لا لن تهزَّ يقيني بعضُ أكدارِ
أيقنت في الله لطفًا سوف يغمرني
عما قريبٍ ستعلو شمسُ آذارِ
مالي سوى اللهِ ربٌّ أستجيرُ به
وأطلبُ الصفحَ عن ذنبي و أوزاري
سمية صالح