رئيس الوزراء موظف وليس زعيماً – شامل بردان
لو يزيح بعض الحزبيين عن عقولهم انهم بدلاء لصدام حسين، فأن الامور ستتحرك اداريا بلا اية معرقلات.
اكثرنا، يعلم ان الدستور تمت كتابته، في ظل خشية من تكرار نسخة صدام في السلطة، فتم نقل صلاحياته” صدام” الى منصب رئيس مجلس الوزراء، وتم اغفال حقيقة اجتماعية ونفسية، تترجم معنى مقولة” الضحية تكتسب صفات الجلاد” وقد حدث وتكررت نسخ صدام، واصبح المنصب تقليدا غريبا من تصالح وفاقي على تفسير الدستور بوجه عراقي متأثر بالانموذج اللبناني، السنة هناك للحكومة و في العراق للپرلمان، و الشيعة للمجلس النيابي و للحكومة عندنا، والموارنة يماثلهم الكرد لرئاسة الجمهورية، ثم ينزل التقاسم ليصل الى ادنى موظف او مكلف بخدمة.
من بعد پول بريمر، حكم اياد علاوي، فالجعفري، ثم المالكي لدورتين ثم حيدر العبادي ذي الفترة الواحدة لسنة، وكل هذه الاســـماء تقول بفساد من قبلها و فساد من حكم بعدها، والفــــــساد في العراق بأختصار يعني ان الموظف لص سارق حرامي، و لكنه يجد من يحميه ولو لحين.
ممارسة اخرى لابد من ايرادها هنا، و هي ممارسة” الربع” السلطة بمنية على الجمهور، والتعامل مع ثروات البــــلاد من مواطنين وحقوق، بما يثري طبقات مرتبطة بالمتقاسمين، و يزيد فقر اصحاب الحق.
منذ اعلن عبدالمهدي استقالته التي دبغها بتقيده بخطبة السيستاني، و الوضع العراقي مرتبك او هكذا يراد له ان يبدو، حيث تم الترويج لعشرات الاسماء للحلول محل المستقيل، ولكن بمواصفات هجينة، مقبول في الشارع مقبول عند المرجعية، مقبول من الكتل الحزبية، مقبول اقليميا، مضاف لذلك بعض الشروط المضحكة: الشجاعة، الاقدام، الصدق، الولاء للوطن، وغير ذلك من حشو معروف من يطلقه و لماذا !
رئيس الوزراء، ليس اكثر من موظف، عمله يكون خلال اوقات العمل الرسمي، و تشمله العطلات، وهو مسؤول عن ادارة برنامج ينمي او يبني واقعا خدميا لشعب.
اما ان يتحول رئيس الوزراء الى صدام حسين ثانٍ، فهذه لا تكون ولن تكون، صحيح انهم فعلوها و كل حسب اسمه و شكله، وهذا بسبب اغراء السلطة، حيث نشط الابناء والانساب و الاصهار بالتحول الى نواب ووزراء لمناسبة وجود” عمو وخالو” في السلطة، الا ان الخواتيم جاءت بما ازال وجوه الماضين وان لم تجري محاسبتهم لا عن سرقاتهم ولا عند خسائر الدم و المكاسب الوطنية لليوم، وتلك الامور هي ابسط الادلة التي تشير الى ان اغلب واكثر مسؤولي البلاد اثروا بالمال بما لا يناسب ماضيهم القائم على رواتب اللجوء.
رئيس الوزراء موظف، و لا حكم له على اي زعيم حزبي، مثله مثل المعلم الذي يخط بالطبشور، ومثــــــل اي موظـــــف في دائرة حكومية، بأستثناء انه درجة خاصــــة.
غير ذلــــك فهو سخف و مضــــيعة لمصالح الناس.