القرار بيد الشعب: لا للمتحاصصين – شاكر كريم عبد
القرار بيد الشعب هو وحده من يملك الإرادة لوضع حد لحالة التدهور وسوء الخدمات والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة. والقرار اليوم بيد الشباب الثائر فيمن سيختاره؟
العراقيون شعب عظيم والامر متروك لهم ليقرروا بانفسهم فيما يتعلق بمستقبلهم عندما يتظاهر الشباب ومعه جميع شرائح المجتمع ليحددوا مصيرهم واختيار وجهتهم ليصلوا بالعراق الى بر الامان. ولهذا لاتوجد آية قوة اليوم تقف بوجه التغيير الايجابي او تمنع الناس من التعبير عن أرائهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها لهم الدستور وأكدتها القوانين وان يكون التعبير في التظاهر السلمي بعيدا عن كل ما يؤدي الى الإساءة للآخرين او الاعتداء على ممتلكات الدولة التي هي بالأساس ممتلكات الشعب. نعم جاءت التظاهرات في وسط العراق وجنوبه هذه الايام وبتأييد من باقي المحافظات بوصفها وسيلة لحشد الاهتمام والحصول على المطالب المشروعة. بعد معاناة الناس في الحصول على حقهم الطبيعي في العيش الرغيد والحياة الحرة الكريمة وحقهم في التعبير عن مشاعرهم بحرية وان يشعرون في وطنهم بحقوقهم الكاملة غير منقوصة لكي يشعروا بآدميتهم أولا، ثم لكي يدركوا ان لهم حقوق بقدر ما عليهم من واجبات تجاه وطنهم الكبير العراق وتجاه المجتمع الذي يعيشون فيه بعيدا عن التنكيل والتمييز والتعسف وكبت الحريات وطمس الحقوق ولهذا انتفض الشباب الغيارى في هذه المدن العزيزة من عراقنا العظيم ان يقولوا رأيهم الصريح دون خوف او تردد بعد ان أغلقت الأبواب أمامهم لاعوام عجاف فكانت هذه المحافظات على موعد انطلاق تظاهراتها واحتجاجاتها بعد ان وعوا الدرس جيدا وأدركوا انه لاسبيل لحياة حرة كريمة الا بانتفاضة شعبية عارمة للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الغاء الطائفية والعرقية وإعادة للوطنية معناها الحقيقي وللعراقيين انتمائهم الصحيح للعراق وليس لغيره حيث عاش ابناء هذه المحافظات بلا ماء ولا لكهرباء ولا صحة ولا تعليم ولايجدون ما يسد رمقهم . المتظاهرون اسقطوا فترة مظلمة امتدت لست عشرة عاما على أيديهم النقية ودمائهم الزكية . مرحلة عراق شامخ خال من المحاصصة الطائفية والحزبية والجهوية يليق بالعراقيين ويتناسب مع ما انعم الله عليهم من ثروات كبيرة ولينهوا دور الفاسدين وسراق المال العام المتحاصصين .
وتوفير فرص العمل للعاطلين ومحاسبة الفاسدين وهو حق مكفول لكل مواطن. اما تكميم الأفواه ومنع حرية الرأي والتعبير عما يدور في الصدور فذلك هو الخطأ الأكبر الذي يقود الى انفلات امني وإثارة الفتن وتدمير التنمية والى ضحايا. من هنا جاءت انتفاضة تشرين المباركة التي عبرت عن حرية الراي والمطالبة بالتغيير نحو الأفضل، ووضع قواعد صحيحة لعمل وطني موحد وجاد لايمنع عودة المفسدين فقط،وأنما ويلغي أي أثر للمنهج الذي أختطوه لسرقة حق الناس بحياة كربمة ملؤها العدل والحرية والمساواة وهذا ما أكدته هذه الانتفاضة بان البلهاء وحدهم الذين يتراءى لهم بان السباحة ضد إرادة الشعب واردة وان التحافهم تحت أجندات خارجية قائمة على قهر الشعب هو الضمان لبقائهم على الكراسي وفي المناصب وفق مزاجهم وأهوائهم هو الخطأ الأكبر. لان إرادة الشعب أقوى من ان تقهر وان الشعب لفظهم والى الابد وكشف عن الاعيبهم بعدما صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية والنزاهة والسيادة وحقوق الانسان.!. نعم القرار اليوم بيد الشعب فيمن سيختاره زعيما له. والقرار بيد الثوار فيما سيتعلق بمستقبلهم…