لإنتفاضة تشرين آثار الـ 91 – شامل بردان
مهما حاولت الاحزاب الاسلامية العراقية مصادرة انتفاضة سنة 1991وبناء مكاسب لها بموجب ادعاء انها صاحبتها، فالواقع يقول بكذب الادعاء و في احسن الاحوال مبالغتها” الاحزاب” واختلاق قصص مثل الاحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي، لتظهر انها جديرة بمكانة اليوم لما كانت عليه بالامس!
انتفاضة 91 وان لم تسقط النظام بل كادت، الا انها افرغته من مناعته حين عاجلته بطعنات يفهم منها كره الناس لمنظومة الفكر التي جعلت من حسين كامل متحكما في ابرز الوزارات العراقية” فر لاحقا و عاد و تم ذبحه مع عدد من اقاربه” و علي حسن المجيد ليكون وزيرا لدفاع العراق مزود بختمين نعم و كلا، اختصارا لمحدودية عقل الرجل الذي انتهى مشنوقا بقرار محكمة عراقية، بل واضطرت صدام حسين لاعادة التفكير في سياسية نظام لم يعد قادرا الا على تمشية اموره اليومية وفق نظرية امن ثم لينتهي صدام كما يقول السياب” لم تق الرياح من ثمود في الوادي من اثر” بلا سمعة داخلية و لا اقليمية، مرهق بديون تعويضات.
لم يخرج العراقيون على عادل عبدالمهدي لانه اسلامي، بل لانه وبرغم كل كتاباته الصحفية- وهذا امر نادر من حزبي عراقي ان يمتهن العمل الصحفي- اعاد ممارسة حقبة سابقة كان هو نفسه يلعنها على الاقل ايام كان معارضا، كذلك لم يخرج العراقيون ولم يتقربوا من الاساءة لبرهم صالح، و حاله مثل حال كل من جاء وفق تقاسم نقاط مقاعد الپرلمان، وكذلك محمد الحلبوسي بأعتباره من له الدور ضمن العرب السنة في رئاسة مفصل في الدولة او بالاحرى ما تبقى من الدولة. بل خرجوا لانهم ملوا النهب والتخويف. وسكتوا عن برهم و الحلبوسي لانهم يعرفون ان مهاجمة السلطة التنفيذية اولى.
سنة 91 خرج العراقيون بالسلاح ليواجهوا نظام صدام، فلقد اطلق جندي مكسور مذلول منسحب مشيا من الكويت، اطلق النار على صورة صدام حسين في ساحة من ساحات البصرة، فكسر الخوف بالنار، واذا بخزين الغضب ينسف كل شيء له علاقة بدولة لا تبقيها الا الحروب.
في تشرين خرج الناس مستخدمين سلاح التواصل الاليكتروني، ليعلنوا انهم منهوبون على يد حزبيين باتوا يشبهون صدام بل و تفقوا عليه من حيث الاساءة، فالثروات تنهب وتنقل لمشاريع تديم الدولة العميقة، والفساد اصبح السائد والعفة هي الاستثناء، والمحسوبية هي السائد والكفاءة استثناء، والكذب هو السائد و الاستثناء هو الصدق.
خرج الناس لينكشف الشر في عقل السلطة للعالم، حيث ان تخصيصات القمع موجودة، واموال شراء غاز تفريق الجموع و سيارات فض الشغب مصانة لا عطل فيها، اما علاج السرطان فغال او غير موجود، وان امكانية جلب قناصين هي اسرع من التعاقد مع جراحين لعلاج امراض العراقيين، وان حصة الغذاء والدواء لسنة 1996وقبل ذلك و التي عابوها على صدام، باتوا يسرقون اموالها ليقدموا مالا يصح للاستهلاك البشري، وفوق كل شيء، فان الحزبيين الحاكمين، يقلدون صدام حسين في مشاريع لا طائل منها، فهو يثرثر بمشروع تحرير فلسطين الذي يبدع فيه بالوهم، وهم وبقدرة قادر ايرانيون اكثر من مرشد الثورة الايرانية، الذي بدأ يتضايق من اداء السلطة العراقية التي ارادت تقديم ولائها له فأضرت به و بدولته مهما نقلت لها من اموال لكسر الحصار.
في السياسة تضخ العواطف في المجالس الخاصة، ولا يعلن عنها في العمل بمناسبة و غير مناسبة.
قرابة الـ 600قتيل و الوف الجرحى هو ثمن افهام عبدالمهدي انه غير مرغوب فيه؟ هذا اذا لم نحسب الوف القتلى الذين قتلتهم الحكومة بخططها التي لم تمنع التفخيخ، و لا الانهيارات الامنية و مثال ذلك سيطرة تنظيم الدولة قبل سنوات على محافظات بالكامل.
اضطرب السياسيون فقط عندما نادى عليهم الناس بحقيقتهم، الحقيقة التي تجعلك تختار توصيفا واضحا لمن يكذب في سيرته الذاتية التي يقدمها ليكون مسؤولا، و الذي يتلاعب بمستندات الدولة ليجني امولا، ويسرب اسرار الدولة ليبني شبكة علاقات يكون فيها مصدر معلومة لقوة دولية.
وبعد كل هذا واكثر، يصرح الحزبيون بالكذب ثم تظهر وثائق بخط اليد تبين انهم يرشحون شخصا انكروا ترشيحه ليكون رئيسا وزراء انتقاليا!
ومثل كل الانظمة التي ترى او تتوهم انها ترى المصلحة في فرض نفسها او تغير جلدها لتغطي بقية جسمها الحقيقي، فهي تعول على الحظ و ضرباته، ومن مضحك تعويلها انها عولت في تشرين على البرد والمطر!
ومثلها مثل انظمة قبلها و انظمة معاصرة مستعدة للتخوين، فقد قالت عن المنتفضين انهم بعـــــــــثيون، ولا ادري كيــــــف يتسنى لبعثي ســـــــــابق ان يـــــــوجه اتهاما تحول الى ادانة بحق من لم يذكروه بماضيه فأتهمــــــــهم بحاضرهم، هذا عــــــــلاوة على انه يـــــــرأس مجلسا فيه عـــــــدد من البعثيين السابقين! صف علي بن ابي طالب خصــــــما له يوم الجمل بانه كالثور انبت قرنيه في الارض.