كذا هي الأيام التي تأخذنا من الحياة فجأة أعلنت لحظة المغادرة ... فتنتكن من محطة إلى أخرى كالتر ..... والمزيد من المحطات وأقل !!

القطار ينزلنا في محطة الزفاف في وقت واحد وفي محطة الأحزان في مكان آخر. في بعض الأحيان نتوقف للحظة في محطة قد نرغب في الوقوف عليها ، لكنه يرفض القيام بذلك!

فالأيام تسير ويعمل القطار بدون توقف ، لذلك تأخذ الحياة حياتنا بالقوة .. لتحقيق عامها في هذا الكون ..


من المحطة حيث توقفنا وعاشنا أجمل اللحظات والذكريات حفرت في أعماق أجمل المعاني والدروس .. من الطفولة البريئة .. إلى مرحلة الشباب ثم منتصف العمر .. ثم يتوقف القطار النزول من الركاب في المحطة الأخيرة دون العودة ....


ما يؤلمني هو أن البعض قد توقف في منتصف رحلة العمر أو في البداية من قبل


البدء ... لكننا نعود ونجدد إيماننا بالمصير والقدر ... كل واحد منا يأخذ حظه من العالم وإذا لم تكتب له طوال الحياة ، فما الذي يرى عين البصيرة يرى العين

كم من توقف ونفنها عن الألم والغضب وترك لنا جرحًا ، ولكن المفاجآت لا تنسى ولا تنسى الألم .. ها هي الحكمة والدرس ، كيف يمكننا أن نتعلم دون أن نتذكر جراحاتنا دون لمسها .. لدينا للمعاناة وننسى أن البقاء على قيد الحياة وقادرة على تحمل وتذكر. ...


من الجميل الاستفادة من هذه الرحلة (رحلة العمر) بشيء أو أشياء تفيدنا وتعبّر عنا ... لنشعر بالعطاء والتواصل مع كل الحقائق في حياتنا ، حتى مع أنفسنا.


يا له من شيء جميل أن نذهب إلى القطار مدى الحياة ولقد حققنا الكثير في رحلتنا


إذا مررنا بالصعوبات ، فهذا أمر مُعطى إذا كنا نريد الورود اللاذعة الشوك ....



يا له من جميل أن لدي وردة في حياتي كانت قد أخرجت من يدي بالدم وعقلي ركود ونفسي ملل وقلبي يائس

بينما كنت جالسة على الأريكةانتقل بأناملي الحيرى من محطة قطار إلى أخرى وإذ بمشهد خلاب يشدني...
.صالة شاسعة في إحدى القصور العامرة.. أدراج مترفة على الجانبين.
. ثريات من الذهب والكريستال تعلو رؤوس الراقصين..فناء مرمري المنشأ.
.ناهيك عن كؤوس الخمر المترعة ...الملابس الحريريةالمزركشة..
والزهريا ت المبثوثة هنا وهناك...

أما الموسيقى تكاد تخلب الألباب !!فهي تنسكب في آذان الراقصين كالسلسبيل معلنة ثورتها العارمة.
. وتلك الأقنعة العابثة التي يتقنع بها الراقصون في مرقصهم..تثير في نفس الرائي الذهول والفضول حول ملامحها!!!
تلك الوجوه الزائفة التي لا تمت لأربابها بصلة..هي مجردأقنعة خادعة.
.صامتة غامضة تخلومن عناصر التعبير والحياة..فنرى وجه الراقص مغطى بقالب جاف يبعدناعن حقيقة الراقص..
. ولا ننسى تلك الحفلات التنكرية التي تحتضن الراقصين اذ أنها تجمع ما بين الغرابة والجاذبية المثيرة للجدل وتحمل في طياتها اللعب والخدعة...ربما لأنها تشبه الواقع إلىحد ما...

في واقعنا الكثير ممن يتقنع بأقنعة لا تشبه ملامحه الداخلية والخارجية.
.وكذلك في الحفلة التنكرية تلك!! فهي حفلة الواقع المرير الذي نتنكر له ..كيف لا؟
ونحن نتنكر في تعاملنا مع الآخرين نتنكرعندما نخفي مشاعرنا..نتنكر عندما نخفي ألمنا..فرحنا..غضبنا لكنا نواسي أنفسنا .
.فنقول : إنه الواقع إنها البيئة التي نحياها البيئة التي تحتم علينا الزيف والمكر .
.!!ولولا قيامنا بهذا العمل لأصبحنا على شفير الهاويه ...؟؟

كثيرة هي الأقنعة التي نرتديها كل يوم فهنا نرتدي قناع الفضيلة لوجه الرذيلة ..
.وهناقناع المحبة لوجه الكراهية ...وهنا قناع الذكاء لوجه المراوغة والمكر... وهلم جره...!!!

في النهايةلا بد أن يسقط القناع ليظهر وجه الحقيقة وإن
كثرت الأقنعة لا بد أن تزول االأقنعة الزائفة ..
!!الأقنعة التي تمثل الجريمة !!نعم الجريمة فإدعاء الصدق والمحبة..
والذكاء والفضيلة والضميرية جريمة!و وصمة عار في حق الإنسانية وحق الذات البشرية..

أخيرا أقول : إن هذه الأقنعة يعلوها الزيف والكذب وهي قصيرة العمر وإن طال فعلها وكذلك الجريمة وإن تغيبت لسنوات فستظهر ولو بعد حين...