صديق فعال
تاريخ التسجيل: June-2018
الجنس: ذكر
المشاركات: 770 المواضيع: 645
صوتيات:
42
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: 3/October/2024
شرعية علم النجوم وطريقة معرفتها وعلم الأنبياء بها + قصة حديث (كذب المنجمون ولو صدقوا)
1 - شرعية علم النجوم :
إِنَّ حال النجوم وحلّيتها وشريعتها في الدين الإسلامي كحال شرعية الشمس والقمر .
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ - [سُّورَةُ النَّحْلِ : 12.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَعْرَافِ : 54.]
فمن المعلوم عند المسلمين أنّهُم يهتمون بأوقات الشمس والقمر والكسوف والخسوف وأوقات الصلاة وحتى الطقس الذي تبين أنّ للنجوم أثراً كبيراً عليه كما ورد في السُّنة الشريفة .
ولشديد الأسف ! نجد في عصرنا الحديث اهتمامٌ قليل بهذا العلم نتيجة تحريم علماء المسلمين لها ويعتبرونها من الكهانة والسحر .
إنّه نعم ! لا ننكر أنّ البعض من الدجالين استغلوا علم النجوم في منكراتهم مما جعل الناس تكذب علم النجوم بالأصل ولكن هذا لا يعني أننا نتركه ونستغني عنه في زمنٍ غاب فيه رسول الله وقلّ فيه الديّانون .
وأنّ الله تعالى قد جعل النجوم مصابيح لأنّ المصباح رمزٌ للعلم والمعرفة .
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾- [سُّورَةُ فُصِّلَتْ : 12.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ - [سُّورَةُ الْمُلْكِ : 5.]
والله تعالى قد جعل النجوم المصابيح لنهتدي بها :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَنْعَامِ : 97.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ - [سُّورَةُ النَّحْلِ : 16.]
وهنا الهداية في الآية الكريمة ليس المقصود بها هو استعمال النجوم في الطرق البرية والبحرية فقط ! بل قد تتجاوز إلى معرفة المرض والمناسبة والحال ...
*
2 - النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عالمٌ بعلم النجوم :
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
« النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ » .
وقال تعالى موصياً نبيه محمداً العظيم بالتسبيح :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ - [سُّورَةُ الطُّورِ : 49.]
في الليل تلمع النجوم في السماء ولها في ذلك إقبالٌ وإدبار أي مطالع ومغارب ، وأنّ الله تعالى أوصى نبينا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتسبيح في أوقات محددة وهي في إدبار النجوم وهذا يعني أنّ النبي العظيم يعرف أوقات النجوم .
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ - [سُّورَةُ النَّجْمِ : 1 - 5.]
*
3 - النبي إبراهيم (عليه السلام) عالمٌ بعلم النجوم :
قال تعالى مُبيناً حال النبي إبراهيم (عليه السلام) :
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ﴾ - [سُّورَةُ الصَّافَّاتِ : 88 - 89.]
معنى الآية الكريمة ، أنّ النبي إبراهيم (عليه السلام) عالمٌ بعلم النجوم وأنّه عندما علمها ومواقعها عرف أنه مريض . حتى أنّه قال : ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ .
*
4- طريقة معرفة علم النجوم :
عُرف لعلم النجوم طريقتان يوصل بهما إليه ، هما :
1- الحواس الخارقة : إنّ عين الإنسان العادي محدودة ، كما أنّ أُذنيه محدودة وكذلك عقله ، فلذلك أنّ الصورة والصوت ضعيفة نوعاً ما مقارنتاً بالكائنات الحية الأُخرى على سطح الأرض ، ولكن الأمر مختلفٌ جداً عند النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته والأولياء (عليهم السلام) فتصل حاسة البصر عندهم إلى مدى بعيد جداً لدرجة الرؤية من خلف الجدار وكذلك سماع الأصوات البعيدة أيضاً ، وبهذا كان نبينا محمداً يرى جبرئيل (عليه السلام) والجن والملائكة الكرام .
2- علم الحساب : هو علم الرياضيات الخاص بالحسابات التي تحاكي الشمس والقمر والكواكب وبعض النجوم ، وقد تحدث القرآن الكريم عنها بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ . وهي أكثر الأنواع شيوعاً واستخداماً في العصر الحديث والمعاصر .
*
5- قصة حديث (كذب المنجمون ولو صدقوا) :
يُذكر أن رجلا كان عند الحجاج بن يوسف الثقفي منجما؛ فأخذ الحجاج حصيات بيده قد عرف عددها فقال للمنجم: كم في يدي؟ فحسب فأصاب المنجم. فأغفله الحجاج وأخذ حصيات لم يعدهن فقال للمنجم: كم في يدي؟ فحسب فأخطأ، ثم حسب أيضا فأخطأ؛ فقال: أيها الأمير، أظنك لا تعرف عدد ما في يدك؟ قال لا: قال: فما الفرق بينهما؟ فقال: إن ذاك أحصيته فخرج عن حد الغيب، فحسبت فأصبت، وإن هذا لم تعرف عددها فصار غيبا، ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى .
المصدر : (تفسير القرطبي : ج4، ص290.)
من هذا صار حديث "كذب المنجمون ولو صدقوا" .
ولذلك فأَنَّ هذا حديث مكذوب مُفترى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يرد في المصادر الإسلامية المعتبرة واختلف فيه العلماء وقيل أَنَّهُ لا يمكن تفسير هذا الحديث حتى أنّ صيغة هذا الحديث وطريقته لم يتطرق إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصيغة من أحاديثه الشريفة .