تتساءل حبيبتي
إن كنت واقعيا أو رومانسيا
في هذا الزمان ، وعلى محك الأيام
وتحتار
وأنا لست أدري إن كنت ذاك الواقعي
أو بلغت قدرا من الرومانسية يلبي التصور
يغذي الأحاسيس
يفكك ما تقادم ... يعبئ مزيدا من الأحلام
فهي من يقدر رومانسيتي وينعشها
في أحلامي وميولي ولديها المحك
لقوة الحضور والشعور
على أنها
لم تذهب بعيدا فيما أنا
عليه من حالة كمون
وهي تعلم أن الرومانسي يطيل النظر كثيرا
ينسج شباكه بهدوء ، يتحسس الأبجديات
يكثر من ترديد الأشعار
من الغناء والترنح بين موجات الأنغام
في ما يندفع اليه من
وصلات غناء ومن عزف وفنون
يشدد على التناغم بين اللمسات
وتراقص النظرات والمعزوفات
على تفاعل كل الجهات والامتدادات
الأطراف والزوايا والأركان
يرسل عيناه تحلق في تلك الأرجاء
حيث تختلج الروح و يتكور الحنان
يستطلع أوار الأشواق في الأعيان
يحن الى الزهور وفوح الفل
والكاذي وشذى الريحان
يتحسس جمال الشفتان
يرويهما
ينهل من الرضاب يتغذى من شهدها الفتان
يرسل بنانه تنقر على القانون
ويضرب على الأوتار
وترا وترا فوتر
على ما بين الحواس من ربابات وآلات كمان
يستطلع الصلات الناشئة فيما بين الجسد والروح
من ذبذبات وتوترات وتأوهات وابتهالات
وينسج منها أجمل الألحان
ينفخ في الناي والمزمار حينا
وحينا يحتضنها قيثارةً وإيقاعاً حنَّان
يحشدها آلاته الكثيره
في مقدمها عوده الرنان
يهيئ دائما تيار دفاق من الأنغام
لتهنأ حبيبته بلحظات أو هنيهات
فيها قدر كاف من دفئ الحنان والغرام
ويروي ما يحتشد في أنفاسه من هيام
تتحرك بنانه وتتمطى شفتاه كثيرا
على السطح قبل أن تستقر
رحلة روحه الطويلة ، متقطعة الأنفاس
في عمق الحنان
***
على أن حبيبتي لا تحتاج إليا ، كثيرا
كرومانسي ، بل كواقعي أغلب الأحيان
يشد خاصرة الكمان
إلى رقبته
ويشد على مفاصل الأوتار
يحول كل الفتحات والمسامات
إلى فوهة بركان تلتهم المكان
يشغل كل الأركان
يراقص القيعان والحيطان
يجمعها بين يديه
ويبعثر أجزاءها كحبات الرمان
ويرسلها تئن وتصر
وتئز وتنتز نداً يغمر الشجر
في الوادي الريان
عبدالعزيز دغيش .