النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

الحرية في فلسفة سارتر

الزوار من محركات البحث: 15 المشاهدات : 545 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 13,566 المواضيع: 1,035
    صوتيات: 54 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 10447
    مقالات المدونة: 9

    الحرية في فلسفة سارتر

    الحرية في فلسفة سارتر

    رغم تطور فكره المتجدد بقي مشدودا إلى غاية لم يستطع الافلات منها إنها الوجود الانساني فعلى الرغم من كثرة التعابير التي توحي بالتشاؤم واليأس الملازم للوضع الانساني البائس نرى لدى سارتر سعيا دائبا لتخليص الانسان من كل ما يفقده أصالته, فليس للانسان من عدو دائم غير الاغتراب في بعديه الملازمين لوجوده الاغتراب إلى العالم الذي سيتمظهر في الحياة اليومية الرتيبة والمملة التي يعيشها الانسان‏
    رغم التنوع والباطلة رغم الطموحات والجهود الجهنمية بكل ما يظهر فيها من علاقات ‏

    هذه العلاقات التي بسببها يزج بالوجود إلى الجحيم الذي لا مفر منه‏
    والاغتراب إلى الفعل الذي يعريه سارتر ويفضحه مؤكدا أن العقل الانساني قد أخضع عبر العصور التاريخية إلى مجموعة من الاصنام التي تنوعت في الاسماء لكنها بقيت مستعبدة للانسان مرة , ومضيعة له مرة ثانية , وملهية أو مبعدة له عن المقصد والهدف الاساسي للوجود , لقد اعتقد سارتر في البداية أنه وجد الحل لأزمة الانسان في فينومينولوجيا هوسرل حيث اعتقد أنها السبيل إلى التحرر من الاغتراب فقد رأى فيها محاولة للعودة إلى الاصول في كل الامور وبالتالي إلى الاصالة في الوجود الانساني فوضع انطولوجيا فينومينولوجية في كتابه الوجود والعدم , أراد من خلالها أن يفسر الوجود مركزا على الوجود الفردي , على الأنا التي ظهرت في فلسفة ديكارت.‏

    لكن سارتر صرح لاحقا أنه لم يجد في الفلسفة الديكارتية ضالته فانصرف عنها رافضا الأخذ بصورة نموذجية للأنا تعيد للأذهان المثل الافلاطونية وبعض الافكار الميتافيزيقية الكلاسيكية التي تحصر الأنا في ماهية ثانية لا تقبل التبدل فإنسان سارتر حر يخلق ماهيته بما يقوم به من أعمال فينومينولوجيا تسعى لابراز هذه الحرية الاصلية التي لا تنحصر في ماهية ولا تتطبع بطبيعة, بل تختار قيمها وأفعالها وحتى ماهيتها بشكل مطلق.‏

    هكذا يصبح الوجود الانساني عند سارتر وجودا فرديا مطلقا لكن هذه الفردية لا تستطيع أن تبقى بدون علاقات مع أن كل علاقة بحسب تعبير سارتر هي تدبيق في اغتراب جديد على الاخص العلاقات الاجتماعية التي تظهر في أحسن حالاتها دبقا لزجا يخنق من خلال الممارسات اليومية الأصالة الانسانية ويقضي على مشروع العودة إلى الأصل.‏

    وهكذا يصل سارتر إلى طريق مسدود من خلال تفسيره للوجود واجدا نفسه أمام مشكلات كثيرة فيما يتعلق بالوجود الانساني فلا يجد أمامه سوى التحول من البحث عن الاصل إلى تأهيل التاريخ من خلال عملية تكوين لكي يمارسها الانسان داخل مجتمع تاريخي يظهر فيه بشكل دائم ذلك التوتر الذي أشار إليه هيجل / التوتر بين الطبيعة والحرية/.‏
    فيجد نفسه أمام الجدلية الهيجلية والماركسية كطريق لا مفر منه لتكوين ذلك الكلي مع عدم التخلي عن حراسة الانسان, لأن التكوين الكلي لا يتأصل إلا في الانسان كمشروع كلي هكذا اقترب سارتر من المادية التاريخية باعتبارها حرية في جوهرها فإذا كان الانسان حالة تحددها طبقته أو أجره أو طبيعة عمله , هذه الامور التي تحدد شروط حياته , فهو لا يختار طبقته التي ولد فيها ولا طول قامته أو لون عينيه أو عاهته الماركسية لكنه وفق سارتر يختار الطريقة التي يتعامل فيها مع هذه الامور, فليس ثمة طريقة تفرض عليه في سلوكه لأنه يمتلك حرية لا حدود لها يقول أورست في رواية سارتر الذباب لجوبتر رب الأرباب الذي يحاول أن يفرض عليه طاعته كان عليك أن لا تخلقني حرا فأنا لا أخضع لغير شريعتي يا جوبيتر. الانسان يحدد طرقه بنفسه وهذه الطرق مرتبطة بالغايات التي يحددها ويسلم القيم التي يختارها واختبار الغايات قائم على حريتنا في جميع تصرفاتنا الخاصة بهذا يصبح كل انسان هو الذي يضع مقاييس الحق والخير والجمال فإذا كان ديكارت قد نسب وضع هذه المقاييس إلى الله , فإن سارتر يضعها في يد الانسان لقد اعتقد سارتر أن الماركسية تحمل للإنسان الامل وأن الانسانية مقبلة على عصر جديد تماما, لكنه سيلاحظ لاحقا أن السياسة الماركسية لم تنجح لأنها تخلت عن شجاعتها , كما تخلت عن وسائلها العمالية وعادت إلى وسائل التاريخ التقليدي والاسطورة واللامساواة والانتهازية والعنف , فباء الأمل بالخيبة والخسران لكن ما قاله سارتر في الماركسية لا حقا لم يعجب الماركسية وخاصة جورج لوكاش فرد على سارتر بقوله:‏
    لم نجد في فلسفة سارتر غير تعاسة الضمير واليأس المؤثر والمأساة التي تحيق بوجود لا مبرر له , ولا سبب ولا غاية , وهي تعبر تعبيراً دقيقا عن مأساة الانسان المنعزل عن المجتمع البرجوازي المشرف على الانهيار وبرر الماركسيون أن سارتر لم يحافظ على اتجاه واحد في فهمه الحرية.‏
    ففي الوجود والعدم يرى حرية الاختيار مطلقة وفي الوجودية فلسفة انسانية يقول أنا رغم ارادة الحرية للآخرين ولي في وقت معاً, وهذا المفهوم للحرية الذاتية والغيرية هو الذي سيؤلف الخير الاسمى أساس الاخلاق, وهذا يتعارض مع الفكر الماركسي الذي ينفي الحرية وينادي بالجبرية.‏

    منقول

  2. #2
    المحامية
    تاريخ التسجيل: June-2012
    الدولة: from baghdad
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,777 المواضيع: 475
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1024
    مزاجي: هادئ
    المهنة: lawyer
    أكلتي المفضلة: What eaten with good things
    موبايلي: iphone
    آخر نشاط: 12/August/2022
    شكرااااااااااااااا للنقل

  3. #3
    من أهل الدار
    شكرا لوجودك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال