يَـا شِـعْرُ مَـالَكَ لا تُطَاوِعُ أدْمُعِي؟
وَاللَّيْلُ مِنْ شَوْقِي اسْتَحَالَ بُدُورَا
عَـجَزَتْ قَـوَافِيكَ الَّـتِي مَـا ذُقْـتُهَا
إلَّا لِأنْــشُــرَ مِـــنْ ضِـيَـائِـكَ نُـــورَا
أمْ مَـــزَّق الأوْرَاقَ حُــلْـمٌ خَـانَـنِي
وَاجْـتَثَّ مِنْ قَلْبِي الحَيَاةِ دُهُورَا؟
تَــبَّـًا لَــهَـا الأفْــكَـارُ ، تَــبَّـًا لِـلْـهَوَى
خَـانُوا ، فَـهنْتَ ، فَلَمْ أعُدْ مَعْذُورَا
يَـا أيُّـهَا الـسُّعَدَاءُ فِـي لَـيْلِ الهَوَى
مِـثْـلِي يُـعَدُّ مَـعَ الـشَّقَاءِ صَـبُورَا؟
لا عِـشْتَ يَـا قَلَمِي إذَا جَفَّ النَّدَى
مِـنْ عَيْنِكَ الحُبْلَى ، أجِبْ مَغْمُورَا
كَمْ صُغْتَ لَوْحَاتٍ كَنَسمَاتِ الهَوَى
مِنْ أحْرُفٍ تَرْوِي العِطَاشَ الحُورَا
فَـأذَبْتَ مِـنْ فَـرْطِ الصَّبَابَةِ أضْلُعًا
مِـنْـهُنَّ ، أبْـدَلْـتَ الـجَحِيمَ سُـرُورَا
هـَذِي الجَدَائِلُ مِنْ قَصِيدِكَ زُيِّنَتْ
كَـالـعـقْدِ مِـــنْ دُرٍّ يُــزِيـنُ نُـحُـورَا
وَبِـرِيـشَـةِ الـفَـنَّانِ صَــوَّرْتُ الـمَـهَا
بَـدْرًا وَيَـسْبَحُ فِـي الـفَضَاءِ غَيُورَا
وَبِـوَجْـنَتَيْ بَـحْـرَ الـهِيَامِ تَـفَتَّحَتْ
أزْهَـــارُ رَوْضَـــاتٍ تَــفُـوحُ عَـبِـيرَا
آهٍ مُــعَـذِّبَـتِـي بِـــآهَــاتِ الـــهَــوَى
وَالـبِينُ ، أقْـصَي سَـهْمَكِ المَوْتُورَا
فَـلَـقَدْ أصَــابَ مِـنَ الـفُؤادِ فُـؤادَهُ
لَـمْ يَـبْقَ لِـي إلَّا الأسَى المَسْطُورَا
مِـنْ كَـوْكَبِ الـشُّعَرَاءِ جُبْتُ قِفَارَهُ
أهْــذِي أُيَـمِّـمُ حَـرْفِـيَ الـمَشْطُورَا
لِـي فِـي فَـضَاءِ الـوَجْدِ مِـنْهُ أحِبَّةٌ
يَـتَـهَـافَـتُونَ لِـيُـنْـقِذُوا الـمَـأسُـورَا
أبو حازم بن شميس