بيوم من الأيام وقع شاب من عائلة فقيرة في حب فتاة جميلة، تلك الفتاة بمجرد أن رآها أول مرة بأحد شوارع المدينة أسرت عليه قلبه، ومازال يتابعها حتى تمكن من الوصول إليها ومصارحتها بحبه وهي أيضا بادلته نفس الشعور على الفور، ولكن ما لم يكن بالحسبان أن تلك الفتاة كانت من عائلة ميسورة الحال كثيرا وذلك كان السبب الرئيسي لرفض طلب زواجه من ابنتهم؛ ولكن الشاب مازال مصرا ومتمسكا بحبه لأبعد الحدود، جد واجتهد وحرم من لذة كل شيء حتى تمكن من تغيير مستواه الاجتماعي وبالفعل صار مناسبا لمستوى أهل حبيبته، وعندما فعل كل ذلك من أجل من أحب (ابنتهم) أدركوا الأهل أنه فعلا أثبت مدى أحقيته لها ولحبها، فوافق الأهل على زواج الابنة منه.
ولكن أثناء هذه الفترة نشبت حرب ولأنه كان جنديا ومن رواد الجيش رحل ولكنه قبل رحيله ودعها وداعا مليئا بالأشواق الحارة والدالة على مدى حب قلبه الصادق إذ ركع أمامها على ركبتيه وأمسك بيدها وبعدما طبع عليها قبلة حارة طلب منها الزواج بصوت ملئ بالكثير من الحنان، وما كان من الفتاة إلا أن انهمرت الدموع من عينيها من شدة سعادتها؛ اتفقا على الزواج في العام المقبل.
ولكن تعرضت الفتاة أثناء تلك الفترة إلى حادث سيارة مريع أودى بتدمير ملامح وجهها الجميل، ومنها قررت الابتعاد عنه مطلقا وتحريره من أية عهود، وعلى الرغم من كل محاولاته في الوصول إليها إلا أنها لم تستجب له يوما؛ وبعد عودته على الفور بعد العام المتفق عليه دخلت عليها والدتها الغرفة وبمجرد أن ذكرت الأم اسمه صرخت الفتاة معلنة عن عدم قبولها ورغبتها في إتمام العلاقة، حزنت الأم كثيرا وأخبرتها بأنه سيتزوج وأعطتها دعوة الزفاف، اتضحت على ملامح الفتاة كل علامات الحزن والأسى إنها لم تحب أحدا غيره فقد أعطته كل شيء لدرجة أنه لم يتبق لها شيء سوى حبه والعيش على ذكراه، ولكنها فوجئت عندما قرأت اسمها في خانة العروس حينها دخل الشاب عليها حجرتها وأول ما رأته أدارت عنه وجهها، ولكنه اقترب منها وأخبرها بأنه يوم أحبها لم يحبها لمجرد جمال شكلها وإنما أحب كل شيء بها، وأنها ما زالت في عينيه الأجمل من كل نساء العالمين