تقوية المناعة على المستوى الجيني
هل تساءلت يومًا عن سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بالمرض؟
أو كيف يمكن لشخصين بالغين ، في نفس البيئة ، يتناولون نفس الأطعمة ، وحتى يشربون من نفس الكأس ، أن يستجيبوا بشكل مختلف عن بعضهم في التعرْض للبرد أو الأنفلونزا؟ شخص واحد يصاب بالفيروس بكل أعراضه المزعجة ، بينما الشخص الآخر لا يحدث له شيء.
قد يقول معظم الناس أن الأمر يعتمد فقط على الجهاز المناعي لديه - وهذا صحيح:إذ إن الجهاز المناعي القوي لن يتصدى لنزلات البرد والإنفلونزا فحسب ، ولكن للأمراض الأخرى مثل السرطان. إنه أفضل حليف لنا للبقاء بصحة جيدة.
ولكن ماذا يعني هذا بالضبط؟ والأهم من ذلك ، كيف يمكننا الوصول إلى تقوية المناعة؟ لأنه كما كانوا يقولون ، لا يوجد علاج لنزلات البرد. فهل هذا صحيح؟ بالطبع لا، فالعلم في تطوّر مستمر، وقد وجد العلماء كيف ان للجينات تأثير فاعل على المناعة والأكثر إثارة هو أن الباحثين أظهروا كيف يمكننا التأثير على هذه الجينات - بطرق بسيطة - من أجل الحصول على مناعة مثالية .
معظم الناس يفهمون الوراثة على أنها الحمض النووي الذي نرثه من والدينا -وهو الذي يحدد سماتنا الجسدية: لون العين ، لون الشعر ،لون البشرة،الطول..الخ.إضافة الى نقل الامراض الوراثية مثل:-
السرطان ، أرتفاع الكوليسترول ، مرض السكر ، الربو ، الامراض المناعية الذاتية والعديد من الامراض الاخرى.
وكان يُعتقد بأن هذه الجينات راسخة ولا يمكن تغييرها أو التأثير على عملها وهذا غير صحيح ، فهناك اليوم علم جديد يسمى Epigenitics غيّر تلك المفاهيم القديمة والخاطئة.
يُظهر هذا العلم أن بعض الجينات ، والعمليات التي لا حصر لها والتي تتحكم فيها ، يمكن أن تتصرف بشكل مختلف - اعتمادًا على عوامل محددة تعمل أساسًا على تنشيط الجينات أو إلغاء تنشيطها. كما لو اننا نضيء مصباح أو نطفئه بضغطة زر.
الجزء الأكثر إثارة هو أن العديد من هذه العوامل المؤثرة على الجينات في متناول أيدينا مثل البيئة ، والنظام الغذائي ، ونمط الحياة ... وحتى أفكارنا!
يقوم الباحثون الذين يدرسون علم Epigenitics باكتشافات رائدة ، حيث يوضحون كيف يمكننا "اختراق الحمض النووي الخاص بنا" بالأطعمة ، والاعشاب ، والعلاجات ، وغيرها من المحفزات ، لتشغيل الجينات المعزِّزة للصحة ، وإيقاف الجينات المهيّئة للأمراض.
العوامل المحفزة للجينات المسؤولة عن تقوية المناعة:-
١- ممارسة اليوغا ، لاحظ العلماء بأن اليوغا تحفّز عدد كبير من الجينات.
٢-الفواكه الطازجة وغير المعاملة جينياً تنشط جينات المناعة مثل الجين المسمى CAMP المسؤول عن حماية الجسم من الجراثيم والفايروسات وحتى السرطان. ولوحظ ان الكركم ايضاً له تأثير منشط لهذا الجين.
كذلك تناول الخضراوت مثل القرنابيط يحفز جين T-bet وهو المسؤول عن مناعة الجهاز الهضمي.
عندما نتناول الاغذية غير الصحية كالسكريات والدهون المشبعة والنشويات والاغذية المعلبة فأنها تنشط الجينات التي تقلل مناعة الجسم وبالتالي يتعرض الجسم للامراض المختلفة وكذلك الامراض المزمنة.
٣-الفطر والمناعة :-
تواصل الأبحاث حول الفطريات الطبية الكشف عن بعض من أهم الفوائد الصحية التي تقدمها الطبيعة. بالإضافة إلى خصائص الفطر الفعالة المضادة للفيروسات والمعززة بشكل مباشر للمناعة ، تُظهر الأبحاث الجديدة كيف يمكن لفطر معين أن يدعم نشاط الجينات الصحية في مكافحة الخلايا غير الطبيعية.
٤- اخذ قسط كافي من النوم ( 7-8 ساعات ) ينشط الجينات المناعية ، كما ويساعد النوم على تخليص الجسم من السموم وتنقية الدماغ .