سامح ومنى زوجان عاديان كما هو الظاهر ولكن في الحقيقة هما زوجان يجمعهما الحب لا بل العشق، فكيف بدأت حكاية العشق تلك؟
كانت البداية كما حللها الله فما كان حلال هو ما استمر وربا حيث جاء سامح لخطبة منى كأي شاب وعندما أتى كانت منى في المطبخ تعد لهم الشاي لتقديمه للضيوف والعريس، فتقدمت إليهم لتقديم الشاي ومنذ أول نظرة لسامح تسارعت دقات قلبها معلنة اضطرابها في حضوره وانجذابها له، فكيف لا وهو نصفها الثاني.
تم الزواج بين الحبيبين وجمعهم منزل واحد وقربت بينهم الأيام والمواقف والعشرة وتحول الانجذاب والإعجاب بينهما إلى حب والحب إلى عشق كبير، حتى كان ذلك اليوم القاسي الذي تعرض فيه سامح إلى حادث كاد يودي بحياته ويفرق بين العاشقين ويترك احدهما يكتوي بلهيب الفراق والوحدة ولكن كان ستر الله ونجا سامح من الحادث، إلا أنه خرج منه بجرح واضح لم يزول اثره في وجهه فكان دائمًا ما يسأل زوجته هل أصبحت قبيحاً وأنا بهذا لجرح العميق الذي يشوه وجهي؟، فكانت اجابتها دائمًا لا حبيبي فأنت قمري الذي ينير حياتي ودروبي.
كانت تلك هي بعض الذكريات التي مرت بخاطر منى عندما استيقظت كعادتها لتعد لزوجها كوبًا من الشاي والإفطار حتى يتجهز للتوجه إلى عمله كالعادة، وبالفعل توجهت إلى زوجها وأيقظته برقة ليتناول كوب الشاي وإفطاره ويتوجه إلى عمله وبقيت هي بالمنزل تجهز غدائه وتنتظره.
اثناء انتظارها قرأت تلك الحكاية عن ذلك الرجل الذي ترك زوجته بعد قصة حب كبيرة وذهب ليتزوج بأخرى فتذكرت زوجها وخافت أن يحدث لها كتلك المرأة، وعندما عاد زوجها وكان يبدو عليه العبوس فسألته، هل تحبني فقال وهل أنا ملزم بأن اقولها كل يوم وكانت تبدو عليه العصبية وتركها وذهب إلى غرفته وتسطح على سريره، فذهبت إليه وسألته هل إذا مت ستتزوج من بعدي؟ فانفعل سامح وأمرها أن تتركه حتى ينام فخنقتها عبراتها وتركته وتوجهت إلى غرفة طفلها متألمة باكية.
مر على نومه تقريبًا ساعة ثم استيقظ وبدأ يناديها ولكن لا اجابة ففزع وبدأ في البحث عنها في المنزل وفقد أعصابة عندما فكر أنها يمكن أن تكون ماتت دون يجبها على سؤالها أو انها غضبت وتركت المنزل، ولكن وجدها نائمة بجوار طفلها فأسرع إليها وهو يكاد يبكي ويطب منها أن تسامحه على عصبيته عليها ويخبرها بأنه كان مرهق من العمل ليس أكثر، وكم أسعدها احساسها بحب زوجها وخوفه عليها، وأخرجها في فسحة جميلة ثم عادوا الي منزلهم في غاية السعادة ونامت في مكانها بين أحضانه التي لا تستطيع النوم بعيدًا عنها.