تحنن خاطري لمّا حناكا
ومستعطي الهوى لولا عطاكا
وإني والحبيب على صراط
له والحب قد نبذ العراكا
ومثل الشمس رؤية وجنتيك
تدور بمهجتي لما أراكا
أحلق في السماء بلا جناح
فيحضنني على بعد سماكا
وهل يجفو الفؤاد على حبيب ؟
جفى الكون الكبير وما جفاكا
ولكني سأعلو في غرام
إذا وصل الغرام به علاكا
ولكني قليتك من فؤادي
فتعس القلب لما إذ قلاكا
وما يسبى الحبيب بغير سهم
وسهمي القلب هذا إذ سباكا
ويظمأ نهرها مني فمالت
نهيرك ذاك من وجدي سقاكا
وإني والمنى نسعى برفدٍ
فما عزف الوداد ولا مناكا
شريك الروح أوقد كل نار
ولا أدري فشلوي في شراكا
وقلبي حنَّ من ألم لصبح
فهذا الوجد أوبقه مساكا
وما ينهى خيالي طيف ودٍّ
أتاني قبل أن ينهى نُهاكا
تبنت روحها قربي فأرست
دعائمه فمثلي من بناكا
وما يومي بعيدك مدلهمٌّ ؟
فهذا الهمّ يستسقي دجاكا !
وإن مدّت على العينين رسمي
فإني واقع أحصي مداكا
سيكسوني غرامك لو كساني
ألم تعلم بأني من كساكا
أترعاني وبعدك قظ نومي؟
وحق الله شرياني رعاكا
وتبقى في الفؤاد بلا رقيب
وأرقص لو تشاء على رباكا
تحلل من دمائي حين تمضي
وإني طالما صنت دماكا
وأمسح دمعة العينين لما
وجدت الدمع أعلنه بكاكا
وتثري الروح بهجات وحباً
بلا كلل أقبّل من ثراكا
أترميني بسهم الهجر قتلاً ؟
وما قلبي سوى ورد رماكا
جعلتك لا أقول سوى خليلٍ
سلام للفؤاد إذ اصطفاكا
تشظّى المغرمون وإنت منهم
ملأت الخافقين بذي شظاكا
وتعصي الشوق والتحباب حتى
رأيت الصَبَّ تضربه عصاكا
وتلك صبابة سفكت بسفحٍ
أقدّمنها فترشف منك فاكا
ويهرق من جبين الحب ميلاً
وهذا القلب لو تخشاه هاكا
كأن بسحرها لفتات حورٍ
فما أبهى النضارة في حراكا
الحراك : ( يعني جانبك )
من الخدين أشرق كل حسن
فهذا الرمل لا يعدو حصاكا
إذا خطّت على الجيدين عقد
تمرّغت المحاسن في خطاكا
فأغدو في الهوى طفلاً صغيرا
إذا شفي الصغير فمن شفاكا
سيد حميد